شكل البيان المشترك الذي صدر في أعقاب لقاء القمة بالبيت الأبيض، بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما أمس الجمعة، موضوع الساعة على الساحة الوطنية وذلك من خلال القراءات والتحليلات التي همت مضامينه والتي صدرت عن اساتذة باحثين ومختصين في هذا الشأن.. ونقدم في هذه الورقة مواقف كل من الاستاذ جواد كردودي، رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، وكذا الاستاذ منار اسليمي ، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال الرباط..
وفي هذا الاطار قال جواد كردودي، إن البيان المشترك الذي صدر في أعقاب لقاء القمة بالبيت الأبيض، يعترف بالجهود التي بذلها المغرب في مجال الديمقراطية ويعزز موقف المملكة بخصوص الصحراء، مضيفا أن زيارة جلالة الملك لواشنطن تمثل نجاحا كبيرا بما أن البيان المشترك يعترف بالجهود التي بذلها المغرب في مجال الديمقراطية، مذكرا بخطاب 9 مارس الذي شكل أرضية لتنبي دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة فاز فيها حزب من المعارضة. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، أكد السيد كردودي أن دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لمقترح الحكم الذاتي "سيعزز موقف المملكة للتوصل إلى حل لهذا النزاع المفتعل الذي تغذيه جارتنا الشرقية".
وأضاف كردودي، في تصريح ل "و م ع"، أن الاعتراف بالمغرب كقاعدة مهمة للانطلاق بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء يعكس الدور الاستراتيجي الذي يلعبه جلالة الملك في إفريقيا جنوب الصحراء، مذكرا بأن جلالة الملك قام بزيارة مالي للإسهام في استقرار هذا البلد.
أما الاستاذ منار سليمي فاعتبر ان البيان المشترك بين الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية، يبين ثبات الولاياتالمتحدة في دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.
وأضاف الاستاذ الجامعي، في تصريح اوردته و م ع، أن الولاياتالمتحدة عززت مواقفها المؤيدة للحكم الذاتي بمعطى جديد يتمثل في اعتبار هذه المبادرة قادرة على ضمان كرامة ساكنة الصحراء، مما يعني، بحسبه، "أن الأمريكيين يتابعون ويساندون الخطوة التنموية الجديدة التي أعلنها المغرب عن طريق المشروع الذي قدمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي كمضمون تنموي لمقترح الحكم الذاتي".
وأكد منار سليمي، في ذات التصريح، أن الولاياتالمتحدة توجه من خلال موقفها هذا "رسالة ترفض من خلالها الحملة الجزائرية الساعية لتقديم صورة مغلوطة عن المغرب بدعم من منظمات ومراكز ممولة" ، معتبرا أن الولاياتالمتحدة عبرت عن إشادتها بمسلسل الإصلاح الذي بدأه المغرب، وتنظر إليه من مدخل الحلول الواقعية التي يقدمها لقضية الصحراء والإصلاحات التي يباشرها في مساره الديمقراطي0
كما يظهر البيان المشترك، يضيف الاستاذ الجامعي، الإشادة الامريكية بعمل المغرب "كفاعل جديد وضع بصماته في مالي من خلال مساعدته الحكومة الجديدة على تجاوز مخاطر الإرهاب" ، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى المملكة كشريك رئيسي لها في محاربة الإرهاب في هذه المنطقة بما تتوفر عليه من خبرة راكمتها خلال السنوات الماضية ، فضلا عن كونها "فاعلا أساسيا تقوم بدور إقليمي وعربي في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وتشكل نموذجا سياسيا داخل منطقة مضطربة وعالم عربي غير مستقر". وجاء في البيان المشترك أنه "تماشيا مع السياسة الأمريكية الثابتة على مدى سنوات عديدة، فإن الولاياتالمتحدة أكدت، بشكل واضح، على أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو مقترح جدي وواقعي وذو مصداقية، ويمثل مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات ساكنة الصحراء إلى تدبير شؤونها الخاصة في إطار من السلم والكرامة".
كما أكد الرئيس الأمريكي، حسب البيان المشترك، ريادة جلالة الملك والأعمال التي يقوم بها المغرب في مجالات حفظ السلم والوقاية من النزاعات والتنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية.
كما أكدت الولاياتالمتحدة أن المغرب يعتبر قاعدة "مهمة" للانطلاق بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في مجالات التجارة والاستثمار وكذا مزايا الحفاظ على مناخ أعمال جذاب للاستثمار بالمملكة.
كما أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ضمن هذا الإطار، "بعمل وريادة جلالة الملك في تعزيز الديمقراطية، والدفع بالتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية خلال العقد الأخير".