كتبت (فوربس مغازين) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن زيارة العمل التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة، بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تشكل حدثا "تاريخيا" ضمن الشراكة العريقة القائمة بين المغرب وأمريكا، التي تستقبل "حليفا رئيسيا، وملكا أطلق إصلاحات شجاعة ووضع بلده على طريق الديمقراطية. وأكد ريشارد مينتير، المتخصص في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مقال تحليلي، أن "الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك، الحليف الرئيسي لواشنطن، والعاهل الذي أطلق إصلاحات جريئة، تشكل مناسبة لتعزيز أسس شراكة متجددة بين الأمتين".
وسجل مينتير، صاحب أعلى مبيعات على قائمة (نيويورك تايمز)، أن الإصلاحات "الديمقراطية"، التي أطلقها جلالة الملك تشكل، بالنظر إلى حمولتها، "حالة فريدة من نوعها بالمنطقة، وفي القارة الإفريقية بأسرها"، مذكرا بأن صاحب الجلالة اقترح على شعبه في يوليوز 2011 دستورا متقدما حظي بتزكية شعبية واسعة.
وأبرزت (فوربس مغازين) أن هذا الدستور يتميز بطابعه الشمولي، حيث أنه يسهر على حماية حقوق المرأة، ووضعية الأقليات الدينية، خصوصا المسيحيين واليهود، في إطار مقاربة غائبة في بلدان أخرى بالمنطقة.
وأضاف ريشارد مينتير أن الدستور الجديد عزز صلاحيات المؤسسة التشريعية والحكومة، في إطار يشجع على التعددية السياسية التي يتم التعبير عنها في مناخ من النزاهة والديمقراطية، سواء خلال الانتخابات التشريعية أو المحلية، مع بروز صحافة حرة تغطي الاختلافات السياسية بجميع مظاهرها.
ومن منظور جيو ستراتيجي إقليمي، أبرزت (فوربس مغازين) الاستراتيجية الشمولية التي وضعها جلالة الملك لقطع الطريق على التطرف الديني، وهي مقاربة وجيهة أثبت فعاليتها على الصعيد الداخلي، كما تشكل اليوم حصنا إقليميا ضد الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء، وبإفريقيا بشكل عام، وهي منطقة "تكتسي أهمية قصوى بالنسبة للأمن الوطني الأمريكي".
وأشار مينتير، في هذا الصدد، إلى قرار صاحب الجلالة تكوين 500 إمام مالي بالمغرب، في إطار استراتيجية وفية لعمق العلاقات الروحية بين المملكة ومالي، ووفق مقاربة تتماشى ومبادرة ملكية شجاعة أخرى قضت بتكوين عشرات المرشدات، استنادا لرؤية ترتكز على الاعتدال في كل شيء.