هناك ثلاث محامين، وانضافت لهم رابعة، لا يجتمعون على خير. ويتعلق الأمر بالنقيب عبد الرحمن بن عمرو والنقيب عبد الرحيم الجامعي والأستاذ خالد السفياني والأستاذة نعيمة الكلاف، حيث أصبحوا حديث المقاهي والمنتديات والصالونات، إذ كلما رأوا هذا الرباعي مجتمعا إلا وقالوا إنه ينوي على الشر. وقد أفصحوا اليوم عن انتهازية خطيرة حيث تخلوا عن الدفاع عن علي أنوزلا، مدير موقع لكم الرقمي المتوقف برغبة صاحبه، بعد اعتقاله على خلفية نشره لشريط فيديو منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يحرض على القتل وممارسة الإرهاب، وذلك بعدما قررروا الانسحاب تحت عنوان ملتبس. وقال المحامون الأربعة، أو عصابة الأربعة التي كلما اجتمعت دفعت موكلها إلى قعر السجن بدل التماس الظروف القانونية لإخراجه من الاعتقال، إنهم و"بسبب التطورات الأخيرة التي أثيرت إعلاميا في قضية علي أنوزلا، وفي إطار المحافظة على الانسجام في الدفاع، وتجنبا لكل التأويلات المغرضة، ارتأينا بعد التحاق أحد المحامين بالقضية خارج قواعد المحاماة وتقاليدها وأعرافها، الانسحاب من القضية وسحب نيابتنا من الملف، علما بأننا سنظل من المناصرين لقضايا حرية الرأي والتعبير والصحافة، ومن المطالبين بحرية علي أنوزلا وبعدم متابعته".
هؤلاء مدعو الدفاع عن الحرية لم يتركوا لعلي أنوزلا اختيار دفاعه. وبينما اختارت عصابة الأربعة الدفاع عن قضايا سياسية اختار علي أنوزلا محاميا يدافع عنه قانونيا. ونسي المحامون أن الكثير من القضايا يخسرها أصحابها لسوء الدفاع. فعن أي التباس يتحدثون؟ فالمحامي الجديد لأنوزلا دخل من أبواب الدفاع القانونية وليس من خارجها وبرغبة من المتهم نفسه. لقد فهم أنوزلا أن استمرار عصابة الأربعة في الدفاع عنه سيشكل ورطة بالنسبة إليه وقد يتسبب هذا الرباعي في بقائه في السجن، وهي أغرب هيئة للدفاع تدفع ببقاء موكلها في السجن لتتاجر به سياسيا. ولها في ذلك سوابق كثيرة.
فالرباعي المذكور، بعدما كان ثلاثيا، معروف بأنه يدفع بموكله إلى "جهنم" وهو لا يرف له جفن. فهو الثلاثي الذي دافع عن علي لمرابط وهو الذي أمره بالسكوت أمام المحكمة وركوب الجبل فنال حكما بالحرمان من الكتابة عشر سنوات، ولو تركوه لنفسه ولدفاع قانوني لنال حكما مختلفا، وهذه المسألة يعرفها من خبر المحاكم حيث يمكن أن تخسر دعوى كاملة لمجرد عيب شكلي.
وهو نفسه الدفاع الذي ورط رشيد نيني، مدير المساء السابق ومدير "الأخبار" اليوم، وشاهد الجميع الطريقة التي تعامل بها مع القضية قانونيا حيث ترك الأمور القانونية المرتبطة بالملف وشرع في النقاش السياسي والمزايدات الفارغة في مواجهة المؤسسات، وانسحب الدفاع المجاهد من قاعة المحكمة في مسرحية هزلية تاركا نيني وحده يواجه مصيره، فتم الحكم عليه وقضى محكوميته كاملة، ومن الغرائب أن لجنة الدفاع عنه حضر منها ثلاثة أشخاص، من بينهم صحافية تعمل لديه، وغاب دفاعه بالكامل. وبهذا يكون دفاع أنوزلا والمجاهدون في سبيل الحريات قد سحبوا سيوف الخشب من معركة الدفاع عنه...