حطم مقاتلون من "دولة الاسلام في العراق والشام" تمثالا للخليفة العباسي هارون الرشيد في شمال سوريا بذريعة ان الاسلام يرفض "الاصنام"، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس. وقال المرصد في بريد الكتروني "استقيظ اهالي مدينة الرقة صباح امس الاربعاء على تمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد وهو محطم وملقى على الارض في حديقة الرشيد".
ونقل عن نشطاء ان "عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام قاموا بتحطيم تمثال الرشيد لأنهم اعتبروه صنما"، وأنهم هددوا ب"انهم سيحطمون كافة الاصنام في المدينة".
وكان مقاتلون من الدولة الاسلامية احرقوا قبل ايام تماثيل وصلبانا في كنيستين مجاورتين للحديقة، ما اثار موجة غضب بين اهالي الرقة وانتقادات مع الائتلاف الوطني المعارض.
ويعد وهارون الرشيد احد ابرز الخلفاء العباسيين، حكم بين عامي 786 و 809م. ويعتبر أكثر من تعرض تاريخه للتشويه والتزوير من خلفاء الإسلام، مع أنه من أكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم.. وتقدمه كتب تاريخ الاسلام على انه كان متدينا أمضى معظم حياته بين الحج وحملات الغزو. وكان يقود جيوشه بنفسه. ويعتبر عصره العصر الإسلامي الذهبي.
وكان مسلحون من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة اقدموا في فبراير على قطع رأس تمثال للشاعر ابو العلاء المعري في مسقط رأسه، مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.
وعرف ابو العلاء الذي يعد من الابرز بين اقرانه العرب، بالزهد والتقشف وكونه نباتيا، وأطلق عليه لقب "رهين المحبسين"، نظرا الى فقدانه البصر وابتعاده عن الناس اعواما طويلة.
لكنه كان من ابرز الشعراء العباسيين انتقادا للدين الاسلامي، ومن اشهر قصائده "هذا جناه ابي علي"، وفيها يقول "اثنان اهل الارض، ذو عقل بلا دين، وآخر دين لا عقل له".