دمشق - نشر ناشطون الأربعاء، صورا لتمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقد حطمته مجموعة اسلامية متطرفة من دولة العراق والشام (داعش) في مدينة الرقة شمال شرق سورية". وهارون الرشيد هو الخليفة العباسي الخامس، يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين، وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية والهندية والصينية.
وصور الخليفة بالورع المتدين الذي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حياته بين حج وغزو، فكان يحج عاما ويغزو عاما، وانه أول خليفة عباسي قاد الغزو بنفسه، وكان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها، ويعتبر عصره العصر الإسلامي الذهبي.
وقال الناشطون: "إن عناصر داعش قطعوا رأس تمثال الخليفة الإسلامي الشهير في العصر العباسي هارون الرشيد".
وشهدت بلدات في شمال غرب سوريا في وقت سابق مواجهات وأعمال عنف بين مواطنين سوريين ومقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة التي تحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونشبت المواجهات عندما حاول مقاتلو جبهة النصرة إقامة محاكم إسلامية والمطالبة بدولة إسلامية وفرض ذلك على المواطنين.
وادرجت واشنطن الجبهة على لائحة التنظيمات الارهابية، مشيرة الى ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.
وأضاف الناشطون أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحطم بها عناصر هذا التنظيم الإسلامي المتطرف تماثيل لرموز تاريخية إسلامية، إذ سبق وحطموا تمثال أبي العلاء المعري، قبل اشهر في تلك المنطقة التي يسيطرون عليها هم وجبهة النصرة كتنظيمات متطرفة.
وكانت مجموعة من أفراد جبهة النصرة المتشددة قامت في حلب سابقا بتحطيم تمثال للشاعر أبي العلاء المعري.
وكان أهالي من سكان مدينة ادلب قد نقلوا قبل أشهر أن تمثال الشاعر ابو العلاء المعري كان هدفاً لإحدى الجماعات المسلحة المعارضة التي تتنقل في المدينة، و"قطع افراد مجموعة مسلحة رأس تمثال للشاعر ابو العلاء المعري في مسقط رأسه مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان".
وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة وقطعها رأس التمثال، وعرضوا صورا لما قالوا انه التمثال بعد التعدي عليه.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس أن أهالي المدينة استيقظوا صباح أمس على تمثال الخليفة العباسي ملقى على الأرض في الحديقة، بعدما قام مقاتلون قبل سبعة أيام بحرق تماثيل وصلبان مسيحية لكنسية مجاورة.
وقال ناشطون إن عناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش قالوها بصراحة إن التمثال "صنم وأنهم سيحطون كافة الأصنام في المدينة".