انبرت جماعة العدل والإحسان في موقف سريع للتضامن مع علي أنوزلا، مدير موقع لكم الإلكتروني الذي تم إيقافه من طرف الشرطة القضائية بناء على أمر للنيابة العامة، وذلك على خلفية نشره لفيديو منسوب لتنظيم القاعدة يدعو للفتنة والقتل في المغرب، وهذه أول مرة يتجرأ فيها موقع مغربي على بث مثل هذا الشريط الذي يعتبر بكامل المقاييس دعوة للإرهاب وتحريض عليه ولا يوجد أي تأويل آخر لهذا الموضوع، والقانون يعاقب على التحريض على الإرهاب والإشادة بالإرهاب بشكل مطلق، وكل دول العالم اختارت ترسانة من القوانين لحماية نفسها من جرثومة الإرهاب الذي أصبح يداهم الجميع. فكان مستغربا ألا تتضامن جماعة العدل والإحسان مع علي أنوزلا، لكن أن تتضامن معه فذلك هو المفروض فيها خصوصا وأن الطرفين في الآونة الأخيرة أصبحا يخدمان الأجندة نفسها، وهي أجندة الدولة التي ترعى ثورات الإخوان المسلمين والتي تكن عداء واضحا للمغرب وتحرشت به أكثر من مرة عبر منظومتها الإعلامية الخطيرة، ومن غير المستبعد أن يكون أنوزلا وبعد أن هجره الجميع قد انخرط في هذه اللعبة القذرة والتي تنخرط فيها جماعة العدل والإحسان نفسها والتي هدفها أن يتم التمكين لهم في الربيع المغربي، وأصبح تنظيم القاعدة أحد أدوات الربيع العربي كما ترعاه الدولة المذكورة نفسها، أي السلاح الموجه لزعزعة استقرار البلدان، وكان المغرب على خريطة الفتنة التي رسمتها الدولة المذكورة.
والعدل والإحسان سبق لها أكثر من مرة أن غازلت تلك الدولة ومدت إليها يدها كما تقربت كثيرا من مفتي الفتن والثورات يوسف القرضاوي ولم يبق إلا الأخطبوط الإعلامي الذي بدأ بعلي أنوزلا، وبالتالي فإن اللقاء موضوعي بين الطرفين.
فجماعة العدل والإحسان لم تصدر بيانا في تاريخها يدين الإرهاب بل تعتبر من مساندي جبهة النصرة، التي ليست سوى فرعا من فروع تنظيم القاعدة، والتي تمارس الإرهاب بشتى أنواعه بل حتى الداعمين لها بدؤوا يتقززون من أساليبها في القتل وهذا ما تعتبره الجماعة حركة تحررية.
إذن اللقاء طبيعي بين طرفي معادلة إرهابية ليس شأنهم فقط التحريض على الإرهاب بل هم من يظنون أنهم سيجنون منه مكتسبات جمة، ولهذا قدموا يدهم إلى من يقدم المال الوفير لزعزعة الاستقرار في بعض البلدان، ومن أراد أن يتأكد فليرجع إلى مقال علي أنوزلا الافتتاحي الذي وصف فيه إحدى الدول التي انقلبت على ربيع الإسلاميين والتنظيمات الإرهابية بالخطر الداهم.
وكون الجماعة تتضامن مع أنوزلا فهي تدافع عن مشروعها الإرهابي، وما قاله أنوزلا ونشره في حق رموز الدولة هو نفسه ما قاله محمد عبادي، الأمين العام للجماعة، في حوار مع الشروق الجزائرية أثناء حضوره مؤتمر حركة مجتمع السلم الفرع الجزائري للإخوان المسلمين.
فاللقاء إذن تم على أرضية صلبة هي الكيد للمغرب والتآمر بالليل والنهار ومد اليد للعدو من أجل زعزعة استقرار المغرب.