إذا كان للحكومة مخططها الموسوم ب"إكرام" القاضي بمأسسة المساواة بين المرأة والرجل فإن لحزب الاستقلال معركة أطلق عليها أصدقاء شباط "جهاد الكرامة".. وبين "إكرام" بسيمة الحقاوي و "كرامة" شباط ضاعت خيوط "الكبّة" ولم يعد المواطن المغربي يعرف اين "يردّ الراس"، ايتّجه صوب حكومة بنكيران لينال "إكرامها" (وليس إكرامية، لأن الحكومة ضد سياسة الريع ومنح "لاكْريمات") وذلك عبر المساواة بين الرجل والمرأة؟ ام ينزل إلى الشارع مع شباط يوم 22 شتنبر الجاري، ليجاهد من أجل كرامته رجلا كان او امرأة..؟
وبخصوص جهاد الكرامة فقد دعا حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، كل "القوى الوطنية والديمقراطية"(اللّي ماشي ديمقراطي او ماشي وطني ماشي معني بالدعوة) إلى التكتل لإسقاط "القرارات اللاشعبية للحكومة، ومواجه مدها التسلطي الذي يأتمر بأوامر الحركة الدعوية، التي تأتمر هي الأخرى بتوجيهات ومخططات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين".
ولمواجهة مخططات حزب العدالة والتنمية وجناحه الدعوي فإن شباط يدعو إلى الجهاد(جهاد مضاد لجهاد الاخوان المسلمين، وإن شئتم "Antidjihad")، مستعيرا بذلك مفاهيم الاسلاميين وذلك لصدّ هجومهم الجهنمي هذا، حيث دعا رفقة إخوانه في النقابة والحزب إلى تنظيم وقفة احتجاجية، يوم الأحد المقبل 22 شتنبر أمام البرلمان، مؤكدا أن "هذه الوقفة الاحتجاجية تندرج في إطار معركة جهاد الكرامة، التي يقودها حزب الاستقلال ضد مختلف القرارات اللاشعبية للحكومة وتوجهاتها التي تهدد استقرار البلاد وتهدد المسيرة التنموية التي يقودها جلالة الملك منذ تربعه على عرش أسلافه المنعمين..".
وفي انتظار يوم الجهاد الاكبر الذي اعلنه شباط فإن المواطن المغربي المغلوب على امره يواصل جهاده(من حقنا ان نستعير نحن أيضا مفاهيمهم الجهادية) اليومي ضد الغلاء وارتفاع الاسعار، بعد إعلان الحرب عليه من طرف حكومة الاخوان.. والواضح ان قيادات العدالة والتنمية لم ينالوا حظهم من الشعر الجاهلي(لأنه ينتمي على حقبة ما قبل ظهور الاسلام)، وبالتالي فإنهم يجهلون قول طرفة بن العبد البكري:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهنّد
إذ ان الخذلان كالخيبة في وقعها ، بل هي الخيبة وما أعمق خيباتنا، كما قال بعضهم..