تظاهر بضعة آلاف من انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي الجمعة في القاهرة ومحافظات اخرى، في اختبار اكد ضعف قدرة الاسلاميين على الحشد للاسبوع الثاني وسط استمرار الحملة الامنية ضد جماعة الاخوان المسلمين وانتشار قوي للامن في شوارع العاصمة. وقتل شخصان على الاقل في مواجهات تخللت هذه التظاهرات، التي ورغم ضعف اعداد المشاركين فيها وصفها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للاسلاميين بالحاشدة، قائلا انها ضمت "الملايين".
وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، خرج المئات من مؤيدي الرئيس الاسلامي الذي عزله الجيش في يوليو للمشاركة في مسيرات من عدة مساجد في القاهرة، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وشهدت ضاحية مدينة نصر في القاهرة التظاهرة الاكبر حيث قاربت اعداد المشاركين فيها العشرة الاف، بينما لم تتجاوز التظاهرات الاخرى في انحاء البلاد حاجز الالف.
وبدا واضحا ان جماعة الاخوان المسلمين فقدت قدرتها على حشد انصارها وتعبئتهم للتظاهر بعدما القت السلطات المصرية القبض على ما يزيد عن الفين من قيادات الجماعة منذ فض اعتصامي الاسلاميين في رابعة العدوية والنهضة في القاهرة قبل اكثر من اسبوعين.
واستبق الامن المصري تظاهرات الجمعة عبر تعزيز تواجده في الطرق المؤدية لمعظم الاماكن المعلنة لتظاهرات الاسلاميين في القاهرة.
وتمركزت مدرعات للجيش والشرطة فوق الجسور الرئيسية. كما تمركزت سيارات للأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) امام مسجد الفتح في ميدان رمسيس الذي شهد مواجهات دامية قبل اسبوعين.
وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف من ان قوات الامن ستستخدم الرصاص الحي ضد الذين يهاجمون المنشت العامة للدولة، في وقت ذكر التلفزيون الرسمي ان الجيش اغلق الطرق المؤدية لميدان التحرير في قلب العاصمة ومسجد رابعة العدوية والمنطقة المحيطة بقصر الاتحادية الرئاسي.
وسادت حالة من الترقب والحذر الشارع المصري صباح الجمعة تحسبا لوقوع اعمال عنف جديدة بعد اسبوعين من الهدوء في القاهرة والمحافظات الاخرى. وخلت الشوارع من السيارات والمارة فيما بدا وان القاهرة ترزح تحت حظر تجول اختياري نهارا.
وفي مدينة نصر، طغى اللون الاصفر على تظاهرة انصار مرسي اذ حمل الالاف اوراقا صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير الى الرقم اربعة, في اشارة الى اعتصام رابعة العدوية الذي فضته قوات الامن بالقوة يوم 14 غشت في عملية دامية قتل فيها المئات.
وقالت ربة المنزل نهى جلال لوكالة فرانس برس "نحن لسنا هنا من اجل الاخوان او مرسي. نحن هنا من اجل الحرية واصواتنا المهدرة".
وهتف المتظاهرون "السيسي داخلية صهاينة بلطجية" و"الاعدام للسفاح"، في اشارة منهم للفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة.
وفي ميدان سفينكس في ضاحية المهندسين غرب القاهرة، اطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 35 من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول مرسي من المنتمين لحركة "احرار"، رغم ان الحشد كان يتظاهر بشكل سلمي.
وامام مسجد الاستقامة في الجيزة, وقف نحو 150 من انصار الرئيس الاسلامي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو، في غياب لقوات الامن, وقد حملوا صور مرسي ولافتات تدعو لتاييد "الشرعية" وتندد بوصف الاخوان بالارهاب.
وقال شاب يدعى عمارة وضع اليد ذات الاصابع الاربعة على قميصه "نعم الاعداد قليلة. لكن الاهم اننا في الشارع. هذه هي الرسالة".
واعتبر اخر يدعى مجدي عبد العظيم ان "الحملة الاعلامية ضد الاخوان لعبت دورا كبيرا في قلة اعدادنا بالتاكيد".
وبعد ذلك بقليل، اشتبك الاهالي ومؤيدو مرسي في نفس الميدان حيث تبادلوا الرشق بالحجارة فوق جسر رئيسي, حسبما اظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي.
وخرجت تظاهرات مماثلة ومحدودة في عدة مدن مصرية عبر البلاد.
وقتل شخص واصيب 20 اخرون في اشتباكات بين انصار مرسي ومعارضيهم في مدينة بورسعيد على قناة السويس، بينما قتل اخر في مواجهات مماثلة في الزقازيق في محافظة الشرقية.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان الشرطة المصرية في مدينة طنطا (دلتا النيل) اطلقت الغاز المسيل للدموع على انصار الرئيس المعزول بعدما حاولوا الوصول لمديرية امن الغربية.
وخرجت تظاهرات اخرى في الاسكندرية (شمال) والشرقية والمنصورة في الدلتا.
واصدرت رئاسة الوزراء بيانا دعت فيه المتظاهرين الى "التحلي بالسلمية ورفع قيم الوحدة الوطنية واحترام حالة الطوارىء" المفروضة منذ فض اعتصامي الاسلاميين الى جانب حظر التحول المسائي.
واكدت الحكومة انه "سيتم التصدي للعناصر الارهابية والخارجة عن القانون", وانها "لا تقبل باي حال اية اعتداءات تعمل على ترويع المنين".
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" دعا الى تظاهرات جديدة الجمعة تحت شعار "الشعب يسترد ثورته"، والى العصيان المدني اعتبارا من اليوم ايضا.
وجاءت هذه الدعوة بعد القاء السلطات المصرية القبض الخميس على القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي في قرية ترسا في مركز ابو النمرس بمحافظة الجيزة، اضافة الى قياديين خرين في جماعة الاخوان هما خالد الازهري وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري، و28 من الكوادر الادارية والتنظيمية للاخوان.
ومنذ منتصف غشت، قتل اكثر من الف شخص معظمهم من الاسلاميين في اعمال عنف متفرقة في مصر، فيما اعتقلت السلطات اكثر من الفين من قيادات الاخوان، بحسب مصدر امني.
وخصصت الصحف المصرية الصادرة صباح الجمعة صفحاتها الاولى لتظاهرات الاسلاميين وخبر القاء القبض على البلتاجي، حيث كتبت صحيفة "الاهرام" الحكومية "استنفار امني اليوم لمواجهة العنف والارهاب"، فيما عنونت صحيفة الشروق المستقلة ان "الاخوان تحارب اليوم من اجل البقاء والجيش يعلن التأهب".