أعلن مسؤول حكومي امس الاربعاء أن وزارة الداخلية التونسية تعرفت على "مدبري" اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص في السادس من فبراير الماضي بتونس، دون الكشف عنهم. وقال نور الدين البحيري، الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة علي العريض، في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة "تم كشف منفذي ومدبري" عملية الاغتيال مضيفا ان وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) "سيعلن قريبا عن التفاصيل".
وهذه أول مرة يعلن فيها مسؤول حكومي الكشف عن "مدبري" عملية الاغتيال التي دفعت في 19 فبراير الماضي رئيس الحكومة حمادي الجبالي الى الاستقالة من منصبه.
وفي ابريل أعلنت وزارة الداخلية أنها تلاحق 5 مشتبه بهم هاربين بينهم القاتل المفترض كمال القضقاضي المحسوب على التيار السلفي. ونشرت الوزارة صور هؤلاء على صفحتها الرسمية في فيسبوك.
وقال وزير الداخلية لطفي بن جدو في تصريح صحفي نشر في ابريل الماضي "لا يوجد تشكيك بخصوص ان القاتل هو كمال القضقاضي (..) وحتى السلفيون لا يشككون في كون القضقاضي هو القاتل بل يقولون انه اخترق التيار السلفي". ولم يستبعد وزير الداخلية هروب المشتبة بهم الخمسة أو بعضهم خارج تونس.
وفي ابريل ذكرت أسبوعية "آخر خبر" التونسية ان اثنين من قتلة شكري بلعيد "متواجدان بالتراب الليبي وتحديدا في منطقة بني وليد".
وقالت ان احدهما "سبق له ان شارك في الثورة الليبية" وله "علاقات قوية مع قيادات الثوار الليبيين (...) وكان مقربا من احد التيارات الدينية المتشددة".
واغتيل شكري بلعيد (48 عاما) المعروف بانتقاداته اللاذعة لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة، بالرصاص امام منزله في العاصمة تونس.
واتهمت عائلة القتيل حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي باغتيال بلعيد لكن الحركة نفت ذلك وقالت ان هذه الاتهامات "كاذبة".
واتهم معارضون وزارة الداخلية بتسهيل هروب المشتبه بهم عندما كان يتولاها (الوزارة) علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، والرئيس الحالي للحكومة.