بعدما ألغت برلين ترخيص تمرير أنبوب الغاز "نورد ستريم 2" الذي كان سيربط روسيا بألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق، وذلك ردا على اعتراف روسيا بالانفصاليين في شرق أوكرانيا، خرج خبراء الاقتصاد والعديد من المختصين بتصريحات حول البديل الحقيقي لمشروع أنبوب الغاز الروسي وهو مشروع قريب من أوروبا، ويتعلق الأمر بأنبوب الغاز "المغرب- نيجيريا" كبديل لأنبوب "نورد ستريم2" مستقبلا. ويرى الخبراء أن دعم المغرب ونيجريا في سبيل تحقيق حلم ربط القارتين هو أنجع حل للخروج من التبعية الغازية لروسياوالجزائر، التي تعد حليفا لموسكو وشريكا غير موثوق بالنسبة لاوربا، وهو ما تأكد من خلال الأزمة مع المغرب، وما تسببته من نقص في الغاز باسبانيا، حيث عرفت الإمدادات الجزائرية تدبدبا كبيرا وانخفاضا في عز أزمة البرد في أوربا. وكانت تقارير دولية، قد تحدثت في وقت سابق، عن أن أزمة أوكرانيا بشكل عام دفعت الدول الغربية، وبالخصوص دول الاتحاد الأوروبي، للبحث عن بدائل للغاز الروسي، تحسبا لأي توقف في الامدادات في حالة اندلاع حرب في أوكرانيا، وكرد فعل روسي على العقوبات التي يُهدد الغرب بفرضها على موسكو، بالرغم من ان الأخيرة صرحت بأن إمدادات الغاز نحو أوروبا لن يطرأ عليها أي تغيير بالرغم من الخلافات السياسية. ومن بين البدائل التي عادت الى الواجهة من جديد، وفق ذات التقارير، هو الرفع من الاعتماد الأوروبي على امدادات الغاز القادمة من الجزائر، بالرغم من أن هذه الامدادات تأثرت بالأزمة السياسية القائمة بين الجزائر والمغرب، حيث قررت الجزائر في أواخر العام الماضي إيقاف استخدام أنبوب الغاز "المغاربي-الأوربي" الذي يعبر المغرب نحو إسبانيا والبرتغال، والاكتفاء بالاعتماد على خط الأنبوب الوحيد المباشر من الجزائر نحو إسبانيا والذي يحمل اسم "ميدغاز". وذكرت التقارير الإعلامية، أن هذا الواقع الجديد يضع الجزائر بين طرفين متناقضين، الأول يتعلق بتحالفها وعلاقاتها القريبة مع روسيا، والثاني يتعلق بالتزاماتها مع أوروبا فيما يخص إمدادات الغاز، وقد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ موقف حاسم في حالة مطالبتها من الغرب بالرفع من إمداداتها للغاز وإعادة استخدام الأنبوب "المغاربي-الأوروبي" في حالة اندلاع الأزمة في أوكرانيا. ويبقى السؤال المطروح لدى العديد من المهتمين بالعلاقات الدولية وارتباطاتها بأزمة أوكرانيا، هل سيتجه الغرب للضغط على الجزائر لإعادة استخدام أنبوب الغاز العابر للمغرب للتعامل مع التهديدات الروسية بهذا الشأن، أم أن الأزمة ستظل في إطار التصريحات التهديدية دون تطورها إلى حرب في أوكرانيا. وبعد التطورات الأخيرة واعتراف الرئيس الروسي باستقلال شرق أوكرانيا بدأ الحديث مجددا عن بدائل الغاز الروسي والحديث عن ضرورة الدعم الأوربي لمشروع الغاز المغرب - نيجيريا.