قال المندوب السامي للمياه والغابات السيد عبد العظيم الحافي٬ اليوم الخميس بالرباط٬ إن قابلية اندلاع الحرائق ستكون "مرتفعة جدا" خلال الصيف المقبل٬ داعيا المواطنين إلى التحلي باليقظة التامة لتفادي أي تصرف قد يسبب الحريق. وأوضح السيد الحافي في كلمة خلال اجتماع اللجنة التوجيهية لمكافحة حرائق الغابات٬ أن الغابة المغربية من بين غابات البحر الأبيض المتوسط التي لها قابلية كبيرة للاشتعال بسبب الأصناف الغابوية التي تتوفر عليها وبسبب أحوال الطقس والمناخ٬ مبرزا أنه كلما كانت السنة مطيرة كلما تكاثرت الأعشاب وسط الغابة وشكلت وقودا يسهل اندلاع الحرائق.
وبعد أن ذكر بأن سنة 2012 عرفت ارتفاعا وحدة استثنائية على مستوى الحرائق في العالم٬ خاصة منطقة البحر الأبيض المتوسط٬ أبرز أن المغرب٬ مقارنة مع دول المنطقة٬ سجل معدلا ضعيفا في مساحة الحرائق بالنظر للمساحة الغابوية الإجمالية٬ وذلك بفضل التدابير الوقائية وإجراءات مكافحة الحرائق التي يتم اتخاذها بتنسيق بين مختلف المتدخلين.
وأضاف أن هؤلاء المتدخلين يعملون في إطار منظم يتمثل في التصميم المديري للحرائق الذي يحدد طريقة التنسيق والتعامل في حالة اندلاع أي حريق٬ والذي يرتكز على ثلاث مرتكزات تهم الوقاية والتحسيس ومحاربة الحرائق بعد حدوثها.
وأشار إلى أن المغرب اكتسب خلال العشر سنوات الأخيرة خبرة عالية في التنسيق ورد الفعل٬ موضحا أن 6200 هكتار٬ أي 60 في المئة من المساحة التي لحقتها حرائق همت الأعشاب الثانوية٬ وهو ما يدل٬ حسب المندوب السامي٬ على سرعة فرق التدخل لإخماد النيران قبل أن تصل إلى الأشجار الغابوية.
وأبرز أنه خلال سنة 2012 تمت السيطرة على 90 في المئة من الحرائق بالسرعة والفعالية المطلوبة٬ حيث لم تتجاوز مساحة كل حريق خمس هكتارات على الأكثر٬ باستثناء ثلاث حرائق٬ تمثل نسبة 1 في المئة٬ التهمت وحدها أزيد من 4183 هكتارا٬ أي 62 في المئة من المساحة الإجمالية للحرائق.
ويتعلق ألأمر٬ يضيف السيد الحافي٬ بالحرائق التي اندلعت بمنطقة كبدانة بإقليم الناظور ودار الشاوي بإقليم طنجة وأهل سريف بإقليم العرائش.
وبخصوص برنامج مكافحة الغابات الخاص بسنة 2013٬ قال السيد الحافي إن أهم ما يميز هذا البرنامج هو إنشاء مركز متخصص في عمليات رصد ومكافحة حرائق الغابات لبلوغ مهنية تامة لمواجهة هذا المشكل٬ إضافة إلى تبني استراتيجية تدخل جديدة تعتمد على أربع طائرات من نوع (كنادير) بدل طائرتين كان يعتمد عليهما سنة 2012٬ وتكثيف عمليات المراقبة ومضاعفتها عبر اعتماد 1200 كشاف ومراقب.
وأوصت اللجنة التوجيهية لمكافحة حرائق الغابات٬ في هذا الصدد٬ بتفعيل برنامج عمل سنة 2013 الذي يركز على الوقاية حسب أولويات مستويات المخاطر المحددة٬ وتعزيز الأبحاث لإنهاء التحقيقات المرتبطة بأسباب اندلاع الحرائق٬ وتعميم واستخدام نظام التدبير الوقائي لمخاطر الحرائق.
وحسب حصيلة حرائق الغابات لسنة 2012 فإن عدد الحرائق بلغ 484 حريقا امتدت على مساحة 6696 هكتار أي بعدل 13,8 هكتار في الحريق٬ تمركزت بالأساس في منطقة الريف التي احتلت المرتبة الأولى (45 في المئة من العدد الإجمالي للحرائق) تليها الجهة الشرقية.
وعزت المندوبية السامية للمياه والغابات هذه الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية والجافة خلال فصل الصيف والتي شكلت عوامل محددة لاندلاع واتساع رقعة الحرائق المسجلة٬ مشيرة إلى أن 90 في المئة من الحرائق في المغرب من فعل الإنسان.