بعدما شعر نظام العسكر في الجزائر بفشل القمة العربية المرتقبة في الجزائر شهر مارس الامقبل، دفع بالرئيس المعين عبد المجيد تبون بزيارة الى مصر قصد التوسل للسيسي من اجل الحضور في القمة المقبلة ومساعدته على محاولة انجاحها. وتمثل الزيارة التي ينتظر أن يقوم بها تبون إلى مصر أهمية قصوى بالنسبة إلى الجزائر التي تستعد لتنظيم القمة العربية في مارس القادم وتحتاج إلى دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإنجاحها. ونقلت مجلة العرب اللندنية عن مصادر جزائرية مطلعة إن الرئيس تبون يريد أن يحصل في زيارته إلى القاهرة على دعم مصري واضح من أجل المساعدة على توسيع دائرة المشاركين في القمة، خاصة من دول الخليج العربي التي سيكون حضور زعمائها وقادتها محددا لنجاح القمة. وأشارت هذه المصادر، وفق تقرير نشرته المجلة، إلى أن تبون يتخوف من أن يكون الحضور الخليجي من الدرجة الثانية، ما يعطي مشروعية لتقارير تتحدث عن عزلة الجزائر وضعف دبلوماسيتها بعد أن فقدت تأثيرها في دعم موقفها من قضية الصحراء التي حقق فيها المغرب مكاسب كثيرة في أوروبا والولايات والمتحدة وفي أفريقيا، بما في ذلك داخل دائرة حلفاء الجزائر التقليديين. وتعكس تصريحات تبون التي تركز على أهمية إنجاح القمة مخاوف من فشلها، خاصة وأن النظام الجزائري يسعى لاستثمارها في الداخل من أجل تأكيد أهميته الإقليمية والعربية بعد انتقادات واسعة بسبب تراجع الدور الجزائري في قضايا المنطقة لفائدة قوى خارجية مثل فرنسا وروسيا وتركيا، وأنه بات يفضل التحرك في الظل بدل أن يلعب دورا قياديا يتماشى مع حجم الجزائر الجغرافي والسياسي والمالي. ذلك ان العلاقات بين مصر والجزائر تراوح بين الهدوء والتوتر ولم تصل إلى درجة من القرب تسمح للقاهرة بلعب مثل هذا الدور. ويقول مراقبون إن النظام الجزائري يشعر بالعزلة خاصة بعد توتر علاقته مع فرنسا والمغرب، وبعد فشل خطابه التواصلي الذي يسعى من خلاله لاستعادة أسلوب الحرب الباردة، من ذلك اللجوء إلى خطاب العداء لإسرائيل والنفخ في نظرية المؤامرة لكسب ثقة الشارع الذي لم يعد يعني له الماضي شيئا في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. وتعتبر القمة العربية أكبر حدث دبلوماسي تحتضنه الجزائر منذ مجيء السلطة الجديدة بقيادة تبون، وتعول على إنجاحه من أجل لجم الانتقادات الداخلية والخارجية التي تطالها، خاصة من طرف المعارضة السياسية التي تستغرب خطاب التهدئة ومساعي الوساطات، فيما يعيش الداخل الجزائري على وقع أزمة مركبة تعمل السلطة على تجاهلها، لاسيما ما تعلق منها بالشأن السياسي. ويرتقب أن تتم زيارة تبون إلى مصر خلال هذه الفترة (بداية العام الجديد) بعدما تأجلت نحو عام كامل لأسباب مختلفة، حيث يكون الطرفان قد دخلا في اتصالات دبلوماسية من أجل اتخاذ الترتيبات اللازمة والتشاور حول الأجندة التي سيتناولها الرئيسان. وبعد هذا المستجد الذي اضطر فيه تبون أن يتنقل بنفسه إلى مصر للعب دور الدبلوماسية المهترئة التي كان من المفروض أن يتكلف بها العمامرة المختفي، اتضح بشكل كبير الفشل الذي حققه البوق العمامرة على جميع الأصعدة، والذي أصبح النظام العسكري يفكر في التخلص منه واستبداله بشخص أخر. لكن ريتما يجد البديل، كلف العسكر تبون بمهمة قيادة الدبلوماسية في محاولة لضمان حضور ولو الثلث لعقد القمة في الجزائر، وهي القمة التي سيكون مصيرها الفشل طبعا.