في تصريح غريب ينم عن عقلية النظام العسكري المتحجرة، أعرب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن أمله في أن تكون القمة العربية المقرر أن تستضيفها بلاده في الربع الأول من العام المقبل "جامعة وموحدة للصف العربي". تبون تناسى خلال إطلاقه لهذا الكلام، بأن بلاده التي تدعم وتأوي مرتزقة البوليساريو منذ أكثر من 46 سنة بهدف تمزيق وحدة المغرب الترابية، لا يمكنها ان تدعي أو ان ترفع حتى شعار "توحيد العرب" وجمع شملهم. تبون العسكر الذي يتحدث كثيرا هذه الأيام عن العمل العربي المشترك وضرورة وحدة الامة العربية في مواجهة التحديات، هو أول من يهدد هذه الوحدة ويساهم في تمزيق كيان الأمة العربية، من خلال دعم بلاده ومساندتها للبوليساريو وتحريضها لخوض حرب بالوكالة منذ أكثر نا أربعين سنة. كيف لتبون العسكر، الذي لا يكف عن شتم المغرب وإطلاق تصريحات معادية لوحدة المملكة الترابية، أن يدعي لمّ العرب وجمع كلمتهم في مؤتمر لن يعقد أبدا في كوريا الشرقية بالنظر إلى عدائها المرضي للمغرب وعزلتها على المستوى الاقليمي والدولي... والغريب في أمر تبون هو أن تصريحاته، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، خلت من الحديث عن الصحراء، حيث قال الرئيس المعين من قبل العسكر بانه "علاوة على العلاقات الثنائية المتميزة بين شعبينا، فإن زيارة الرئيس الغزواني شكلت فرصة سانحة لتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف المسائل التي تهم بلدينا ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في ليبيا، وفي منطقة الساحل". وعلى عكس تصريحات تبون وباقي الجوقة المؤثثة لنظام العسكر في كوريا الشرقية، لم يذكر نزاع الصحراء المفتعل، الذي يعتبر عصب عقيدة نظام العسكر والذي يسبق مصالح الشعب الجزائري، حيث لا يخلو حديثهم وأخبار أبواقهم الدعائية من تركيز على هذا الملف حتى غدا قضية وطنية أولى بالنسبة إليهم. العديد من المتتبعين، رأوا أن سبب تجاهل تبون الحديث عن الصحراء المغربية خلال ندوته الصحفية المشتركة مع ولد الغزواني، هو الرغبة في تلطيف الأجواء تمهيدا لدور الوساطة الذي يرغب الرئيس الموريتاني القيام به بين المغرب والجزائر. وقد تأكد ذلك من خلال تركيزه على الوحدة العربية وتوحيد الصف العربي وإبعاد رمطان لعمامرة عن الأضواء منذ مدة، وذلك لضمان عقد القمة العربية في مارس المقبل وتفاديا للمقاطعة التي تلوح في الأفق وتهدد بفشل هذا الحدث الذي يعول عليه نظام العسكر لتلميع صورته ...