بعد عودة المنتخب الجزائري مظفرا بالكأس العربية، واستقباله استقبالا حاشدا، عادت مشاهد الطوابير لتأثث حياة الجزائريين، بحثا عن كيس حليب أو كيلو بطاطس، أو حتى بضع غرامات من العدس والحمص. وتذكر الجزائريون بعد مشهد التتويج وانتهاء فترة السعادة، أن واقعهم لم يتغير، بعد أن ظلت وضعية الخصاص التي أصبحت تؤثث روتينهم اليومي، لم تتغير بالفوز بالكأس العربية، بعد أن استفاقوا على وضعية الطوابير التي عادت لتذكرهم بواقعهم الأليم. ففي الوقت الذي يتبجح فيه نظام العسكر، وقناعهم المدني تبون، بان بلادهم فازت بكأس إفريقيا وكأس العرب، ذكرت وسائل إعلام محلية تبون العسكر، بأن عده هو أيضا عهد تحقيق العديد من الألقاب، لكن في مجالات أخرى، مثل الإجهاز على القدرة الشرائية للمواطن المغلوب، ومطاردة الناشطين الحقوقيين، وإغراق البلاد في مستنقع الفقر والفساد الذي لا حدود له. الرئيس تبون العسكر، الذي قال إن عهده تحققت فيه ألقاب رياضية، هو نفسه الذي صرح بأن الجزائر أصبحت قوة ضاربة في العالم كله، وأصبح هذا العالم بالمقابل، وكما نشرت ذلك وسائل إعلام محلية، يدرك ويرى قدرة المسؤولين في الجزائر على إعادة إحياء طوابير الفقراء والتي انقرضت بعد الحرب العالمية الثانية . أينما وليت وجهك في الجزائر ستجد الطوابير في أي مكان، فالمواطن الجزائري أصبح يعاني من اجل أن يشتري أبسط الأشياء، فإذا أردت أن تشتري أي شيء في الجزائر فعليك الوقوف في الصباح الباكر أمام طابور طويل سواء لشراء العدس أو الحليب أو الماء أو كتب دراسة لأطفالك أو قنينة غاز، ورغم كل هذه المعاناة فإن كلب الجنرالات تبون يقول إن كل دول العالم تخاف من الجزائر! مواقع جزائرية قالت إن ما لا يعرفه الرئيس تبون العسكر هو أن كثرة التقارير الدولية حول الجزائر تدل على أن هناك قلق دولي حول الأوضاع المتردية في البلاد، التي تعاني من وضع اقتصادي هش واحتقان اجتماعي مرشح للانفجار في أي لحظة، وان كوريا الشرقية تسير نحو المجهول وتعيش لحظات ما قبل العاصفة. فكثرة وزخم هذه التقارير الدولية، التي تقدم شرحا مستفيضا لواقع الحال بالجزائر، تدل على أن نظام الجنرالات يغرق بسبب الغموض الذي يلف هوية من يحكم الجزائر مما يؤشر على أن البلاد تسير نحو الهاوية، وأن البلاد تنهار وإعلام الصرف الصحي يرقص على جثث الفقراء بالتطبيل لخطاب تبون وكأن المواطن الجزائري لا ينقصه شيء ويعيش في تخمة من كل شيء، بينما الحقيقة أن الشعب الجزائري يتصارع على السميد ويقف في طوابير طويلة من أجل الخبز والحليب والزيت والاوكسيجين ...