سارع وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي إلى الجزائر لتقديم فروض الطاعة والولاء لنظام العسكر الذي أصبح "قصر قرطاج" شبه مقاطعة تابعة ل"قصر المرادية" بالجزائر، بعد إحكام قبضتهم على تحركات ومواقف تونس في المحافل الدولية واستغلال الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد لتقديم المساعدات مقابل الحصول على المواقف المؤيدة لقرارات ورغبات الجزائر، والمعادية لكل من تكرهه. وهكذا، بعدما امتنعت تونس عن التصويت لفائدة القرار الأممي حول الصحراء المغربية، تحت ضغط من نظام العسكر، وصل الليلة الماضية، إلى الجزائر، وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، لنقل رسالة من قيس سعيّد إلى عبد المجيد تبون. وتأتي هذه الزيارة عشية الاحتفالات في الجزائر بمناسبة الذكرى ال67 لاندلاع "ثورة" التحرير الجزائرية، حيث من المقرر أن يشارك الوزير التونسي في الاحتفالات الرسمية بعد لقائه الرئيس تبون، حيث سيسلمه رسالة من الرئيس قيس سعيّد ودعوة رسمية لزيارة تونس. ولم تعلن الخارجية الجزائرية عن هذه الزيارة كما جرت العادة، لكن وزارة الخارجية التونسية ذكرت أن هذه الزيارة "تأكيد لعمق الروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين وإيمانهما بوحدة المصير والمستقبل، انطلاقا من الإرث الحضاري والنضالي المشترك وما سطره الشعبان التونسيوالجزائري سويا من ملاحم تاريخية من أجل الحرية ولإرساء السيادة الوطنية". لكن إذا ظهر السبب بطل العجب، فتونس أرسلت وزير خارجيتها إلى الجزائر للحصول على ثمن الامتناع عن التصويت في جلسة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية.