بعد تأجيل زيارته التي كانت مقررة للمغرب، حل وزير الخارجية الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد الجمعة بتونس، حيث بحث مع الرئيس قيس سعيد، علاقات التعاون والشراكة الثنائية وسبل تنويعها. وذكر بيان صادر عن الرئاسة التونسية، الجمعة، أن الرئيس سعيد التقى في العاصمة تونس مع أحمد، الذي يجري زيارة رسمية للبلاد تستمر يوما واحدا.
وأشار الرئيس التونسي خلال اللقاء إلى "التاريخ المشترك بين البلدين"، مؤكدا "ضرورة إرساء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بفكر جديد يحقق التطلعات والأهداف المشتركة لشعبيهما".
وجدد "حرصه على مواصلة تعزيز التنسيق والتشاور وترسيخ سنّة تبادل الدعم والتأييد (مع موريتانيا) في المحافل الإقليمية والدولية"، وفق ذات المصدر.
بدوره، أعرب أحمد، عن امتنان بلاده لتونس ولشعبها على الدعم المتواصل لها منذ إعلان استقلالها (عن فرنسا عام 1960)، والمساهمة بتكوين كوادر موريتانية بالجامعات التونسية.
كما شدّد الوزير الموريتاني، على أهمية توطيد العلاقات المميزة أكثر بين نواكشوطوتونس.
وتأتي زيارة الوزير الموريتاني لتونس بعد أيام قليلة من إلغاء زيارة كان ينوي القيام بها للمملكة المغربية، محملا برسالة من ولد الغزواني للملك محمد السادس، وأرجعت وسائل إعلام تأجيل الزيارة إلى برمجة لقاءات الملك، وإجراءات الوقاية من كوفيد 19.
كما أن زيارة وزيرة الخارجية الموريتاني، إلى تونس، تأتي في خضم تحرك دبلوماسي متزامن مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، الذي أعلن يوم 30 مارس المنصرم، عن إجرائه مباحثات مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتونسي عثمان الجرندي، قال إنه أكد خلالها مجددا على أولويات المنطقة، وضرورة مواصلة مساعي توطيد علاقات الأخوة والتعاون في سبيل بناء مستقبل أفضل لشعوبنا.
وكان بوقدوم قد وصل إلى تونس حيث أجرى الخميس لقاء مطولا مع الرئيس التونسي قيس سعيد، وغرد عقبه قائلا: "العلاقات بين الجزائروتونس لها طابع خاص ومتميز. تقاسمنا بالأمس ماض مجيد، نواجه اليوم معا نفس التحديات وتحدونا نفس الآمال والتطلعات في غد أفضل".
مصادر محلية، لم تكشف إذ ما كان اللقاء الذي جمع بين صبري بوقادوم، ونظيره التونسي عثمان الجرندي، قد تطرق إلى النزاع الإقليمي حول الصحراء، خاصة في ظل المتغيرات الجيواستراتيجية المتسارعة التي بات يعرفها نزاع الصحراء، وذلك بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واتساع رقعة الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، وكذا افتتاح العديد من الدول لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن التأييد الدولي الواسع الذي حظي به حسم المغرب لأزمة معبر "الكركرات" بين المغرب وموريتانيا.
ويعتقد أن تطورات قضية الصحراء، دفعت الجزائر، إلى تسريع وتيرة تحركاتها واتصالاتها الديبلوماسية، فقامت بإرسال وزير خارجيتها في جولات خارجية شملت العديد من الدول الإفريقية وكذا إسبانيا.