اجتمع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس الاثنين، بالعاصمة القطرية الدوحة، مع الملا عبد الغني برادار، نائب رئيس الوزراء بالوكالة في حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة. وذكر الإعلام الصيني أن وانغ ذكر، خلال هذا الاجتماع، أن "أفغانستان، التي تقف الآن في مرحلة حرجة من التحول من الفوضى إلى الحكم، تواجه حاليا فرصة تاريخية لتحديد مصيرها حقا، وتحقيق المصالحة والتسامح، ودفع إعادة الإعمار الوطني". وأشار وانغ إلى أن أفغانستان تواجه أربع تحديات، هي الأزمة الإنسانية، والفوضى الاقتصادية، والتهديدات الإرهابية، وصعوبات الحكم، مشددا على أن التغلب على هذه التحديات يتطلب مزيدا من التفهم والدعم من المجتمع الدولي. وأعرب عن أمله في أن تظهر حركة طالبان الأفغانية مزيدا من "الانفتاح والتسامح، وتوحد جميع الجماعات العرقية والفصائل في أفغانستان للعمل معا من أجل إعادة الإعمار السلمي، وحماية حقوق ومصالح النساء والأطفال بشكل فعال". كما حث المسؤول الصيني حركة طالبان على تبني "سياسة ودية تجاه الدول المجاورة لها، وبناء دولة حديثة تتوافق مع تطلعات الشعب وتوجهات العصر". وقال إن "الصين، التي لم تتدخل قط في الشؤون الداخلية لأفغانستان ولم تسع أبدا لتحقيق مكاسب أنانية أو مجال نفوذ، تنتهج بحزم سياسة ودية تجاه جميع أفراد الشعب الأفغاني، وتدعم جهود استعادة الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد". كما أشار إلى أن بلاده تولي أهمية للصعوبات الإنسانية التي تواجه أفغانستان في الوقت الحالي، وتحث الولاياتالمتحدة والغرب ككل على رفع العقوبات، وتدعو جميع الأطراف إلى "التعامل مع حركة طالبان الأفغانية بطريقة عقلانية وعملية لمساعدة أفغانستان على الشروع في طريق التنمية الصحية". من جانب آخر، ذكر وانغ أن "حركة (تركستان الشرقية الإسلامية) وهي منظمة إرهابية دولية مدرجة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي للصين وسلامة أراضيها فحسب، بل تعرض أيضا الاستقرار الداخلي والاستقرار على المدى الطويل في أفغانستان للخطر". وقال إنه "يأمل ويؤمن في الوقت نفسه بأن حركة طالبان الأفغانية سوف تنفصل تماما عن الحركة وغيرها من المنظمات الإرهابية وتتخذ إجراءات فعالة لتعقبها بحزم". وحسب الاعلام الصيني، فقد أطلع المسؤول الأفغاني وانغ على الوضع الحالي في أفغانستان، والذي قال إنه تحت السيطرة ويتحسن مع تشكيل الحكومات المحلية على جميع المستويات بشكل تدريجي وتنفيذ المراسيم الحكومية بشكل فعال. وأعرب برادار عن أمله في زيادة المساعدات الصينية والدولية لمساعدة بلاده على التغلب على الأزمة الإنسانية والعودة إلى المسار الصحيح للتنمية. كما أكد أن "اتباع سياسة ودية تجاه الصين هو خيار ثابت لحركة طالبان الأفغانية، التي تأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات"، مضيفا أن حركة طالبان "تولي أهمية كبيرة لانشغالات الصين الأمنية، وستفي بوعدها بحزم ولن تسمح أبدا لأي شخص أو أي قوة باستخدام الأراضي الأفغانية لإلحاق الضرر بالصين".