دفعت الأرقام الأخيرة المتعلقة بالاقتصاد المغربي، وخاصة المعلن عنها من طرف صندوق النقد الدولي الذي توقع أن يسجل المغرب نموا بنسبة 5,7 في المائة مع متم سنة 2021، الإسبان إلى إبداء مخاوفهم من أن تؤدي الأزمة الدبلوماسية بين مدريدوالرباط التي لم تصل بعد إلى خط النهاية، إلى فقدان إسبانيا فرصة كبيرة لتعزيز صدارتها على رأس الشركاء الاقتصاديين للمغرب، وهو الأمر الذي دقت بخصوص صحيفة "لاراثون" ناقوس الخطر في وجه حكومة بيدرو سانشيز. وانطلقت الصحيفة من رسالة التهنئة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس مؤخرا للعاهل الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيثيا بمناسبة العيد الوطني لإسبانيا، والتي أشاد فيها بالعلاقة بين المملكتين، وقبلها الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت الماضي، التي أعلن فيها استعداد المغرب لبدء مرحلة غير مسبوقة في العلاقات مع إسبانيا، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات، لتطالب سانشيز باتخاذ خطوة "لاستعادة الثقة" مع جيرانه الجنوبيين. واعتبرت "لاراثون" أن عدم تحرك سانشيز بجدية سيعني خسارة إسبانيا للفرص، انطلاقا من أرقام صندوق النقد الدولي التي توقعت نمو الاقتصاد المغربي هذه السنة بنسبة 5,7 في المائة بعدما كانت توقعاتها تقف عند حاجز 4,5 في المائة سابقا، مبرزة أن هذا الأمر يعني أنه "بين التنبؤين حدث شيء مهم جدا"، وأضافت أن الاستثمارات الأجنبية في المغرب ارتفعت نسبتها ب16 في المائة. وبدت الصحيفة على اطلاع بكافة الأرقام المتعلقة بالاقتصاد المغربي، حيث أشارت إلى ما ورد في خطاب الملك خلال افتتاح الولاية التشريعية يوم الجمعة الماضي، بخصوص استقرار معدل التضخم بالمغرب في نسبة 1 في المائة وتوفر المملكة على احتياطي العملة الصعبة يغطي 7 أشهر من وارداتها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة تحويلات المهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج ب46 في المائة، لتخلص إلى الانتعاش الاقتصادي الذي تعرفه المملكة بعد جائحة كورونا. وقالت "لاراثون" مخاطبة سانشيز أن كل ذلك يمثل "فرصة لإسبانيا"، كونها الشريك التجاري الأول للمغرب كونها استحوذت في 2020 على 28,4 في المائة من مبادلاته مع الاتحاد الأوروبي بقيمة تجاوزت 13 مليار يورو، وفي الربع الأول من العام الجاري زادت الصادرات الإسبانية إلى الرباط بأكثر من 4 في المائة لتتجاوز 2,22 مليار يورو، مقابل ارتفاع واردات مدريد من المغرب بأكثر من 9 في المائة لتقارب 1,9 مليارات يورو، بالإضافة إلى أن أكثر من 350 شركة إسبانيا من مختلف التخصصات مستقرة فوق الأراضي المغربية. واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن على إسبانيا أخذ كل هذه الأرقام بعين الاعتبار خدمة لمصالحها الاقتصادية، مبرزة أن الطريق إلى ذلك هو شروع حكومة مدريد في "حوار استراتيجي حقيقي" مع نظيرتها في الرباط، أما الخطوة الأولى التي رأتها ضرورية لطي صفحة الأزمة فهي قيام سانشيز بزيارة إلى المغرب، مخاطبة إياه بالقول "ماذا تنتظر لفعل ذلك؟".