أكدت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس بريس"، صدور حوالي 7730 قرارا، منذ مطلع 2021، بمغادرة الأراضي الفرنسية في حق مواطنين جزائريين، مفندة بذلك تصريحات الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون، الذي شكك يوم الأحد في هذا العدد. ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الاثنين، مقالا تحت عنوان "وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان يرد على الرئيس تبون ويؤكد عدد قرارات ترحيل مواطنين جزائريين"، فندت فيه تصريحات الرئيس الجزائري الذي أنكر وجود أزيد من 7000 جزائري تريد فرنسا ترحيلهم. وقالت الوكالة: "أكدت أوساط وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين، صدور حوالى 7730 قرارا بمغادرة الأراضي الفرنسية في حق مواطنين جزائريين منذ مطلع 2021، في خطوة تبدو أنها ردة فعل لتصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي قال مساء الأحد، في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام المحلية إن ما قاله دارمانان كذبة كبيرة". وأضاف تبون في مقابلة مع ممثلي بعض وسائل الإعلام الجزائرية، أنه لم يكن هناك يوما سبعة آلاف جزائري تريد فرنسا ترحيلهم. وأكد الرئيس الجزائري أن القائمة التي وصلت الجزائر عام 2020 والقوائم الثلاث عام 2021 كانت تتضمن 94 حالة تم قبول 21 منها ورفض 16 حالة. وتابع تبون العسكر قائلا: "لن يعودوا إلى الجزائر لأنهم على ارتباط بالإرهاب، كما يوجد بينهم من يحملون جنسيتين وليس لديهم عائلة هنا". وأوضحت الوكالة الفرنسية نقلا عن مصادر من أوساط وزير الداخلية الفرنسي بأن "القائمة المؤلفة من 94 جزائريا "التي يشير إليها الرئيس تبون تتوافق مع الملفات ذات الأولوية القصوى، لعلاقتها بالتطرف والذين نعتبرهم الأكثر خطورة، والذين نريد إعادتهم في أقرب وقت ممكن". وكانت قد اندلعت أزمة دبلوماسية بين فرنساوالجزائر شهر يوليو الماضي بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نقلتها صحيفة لوموند، بأنه "لم يكن هناك وجود لأمة جزائرية قبل الإستعمار الفرنسي". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد استقبل يوم الخميس 30 شتنبر 2021، في قصر الإليزيه، ثمانية عشر شابا من عائلات عاشت الحرب الجزائرية. وقد نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، التي دعيت إلى اللقاء مع صحف أخرى، في عددها الصادر يوم السبت 2 أكتوبر، النقاش الذي دار خلاله. وهو النقاش الذي كشف عن حقائق تخالف الرواية التاريخية التي تروج لها الطغمة العسكرية التي تمسك بزمام السلطة في الجزائر. الرئيس الفرنسي ندد، ب"التاريخ الرسمي" للجزائر، الذي من وجهة نظره، "أعيد كتابته بالكامل وهو تاريخ لا يقوم على حقائق"، بل على "خطاب يقوم على كراهية فرنسا". وأكد قائلا: "إن الأمة الجزائرية بعد 1962 بنيت على ريع يرتبط بالذاكرة مفادها: أصل المشكلة كلها هي فرنسا". وتابع الرئيس الفرنسي قائلا بنوع من التهكم: "بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق التأمل والتمحيص. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال. كان هناك استعمار سابق. أنا مندهش من قدرة تركيا على أن تمحو تماما الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها. والقول بأننا المستعمرون الوحيدون، هذا رائع. والجزائريون يؤمنون بذلك".