قالت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ألقى بتأثيراته السلبية على سوق العقار في إسبانيا، خاصة في المناطق الساحلية الواقعة على منطقة "كوستا ديل سول"، حيث تراجع عدد البريطانيين الذين يقتنون العقارات هناك بشكل كبير نتيجة "البريكسيت" الذي يفرض على البريطانيين الكثير من الإجراءات القانونية من أجل الحصول على عقارات في إسبانيا. وحسب ذات المصدر، فإن المعطيات التي كشف عنها السجل العقاري الإسباني، فإن عدد المنازل المشتراة من طرف المواطنين البريطانيين الجدد داخل التراب الإسبان منذ دخول قانون "البريكسيت" حيز التنفيذ، سجل تراجعا "تاريخيا" غير مسبوق. وأضافت "إكسبريس"، نقلا عن مصادر إسبانية، أن العديد من المتقاعدين البريطانيين الذين كانوا قد اقتنوا منازل وإقامات في إسبانيا، خاصة في منطقة أليكانتي حيث يقيم عدد كبير من البريطانيين باعتبارها وجهتهم المفضلة، شرعوا مؤخرا في وضع منازلهم للبيع، الأمر الذي يشير إلى التأثير القوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على سوق العقار في إسبانيا. وكان البريطانييون، حسب "أكسبريس" هم الأجانب الأكثر اقتناء للعقارات في إسبانيا منذ عقود طويلة، لكن منذ سنة 2020، بدأ يُلاحظ تراجع كبير في اقتناء العقارات من طرفهم، وهو ما دفع بالكثير من الخبراء في المجال إلى ربط هذا التراجع غير المسبوق إلى القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وظهرت مؤشرات على استفادة دول أخرى خارج من الاتحاد الأوروبي من قرار البريكسيت، على مختلف الأصعدة، خاصة في المجال السياحي، حيث يُعتبر البريطانيون من أكثر الجنسيات سفرا في العالم للسياحة، ومن بين هذه الدول، المغرب الذي يتوقع تزايد أعداد السياح البريطانيين الذين يتوافدون على المملكة المغربية. وكشفت تقارير بريطانية سابقة، أن عدد السياح البريطانيون الذين بدأوا يفضلون قضاء عطلهم في المغرب، قد عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن مراكش وأكادير، هما المدينتان الأكثر استقطابا للبريطانيين، باعتبارهما مدينتين توجد بهما درجة حرارة مرتفعة وأجواء مشمسة في أغلب شهور السنة. وتستقبل المدينتان أزيد من 80 بالمائة من السياح البريطانيين الذين يفدون على المغرب طوال السنة، ومع "البريكسيت" فإن النسبة من المتوقع أن ترتفع بشكل أكبر، خاصة بعد تجاوز تداعيات فيروس كورونا وإجراءات السفر المعقدة. وقد يؤدي تراجع عدد البريطانيين الذين يقتنون العقارات في إسبانيا، إلى تغيير وجهتهم إلى بلدان أخرى، ويبقى المغرب هنا من أكبر الوجهات المرشحة إلى ذلك.