يعيش حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية على وقع الصدمة من النتائج المفاجئة، التي مني بها في استحقاقات 8 شتنبر الجاري، ولم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين، بعدما ظل الخبراء يرشحونه للمنافسة بقوة على الصدارة. وفي هذا الإطار، اعتبر الحزب النتائج التي أسفر عنها اقتراع 8 شتنبر 2021، غير مفهومة. ومثلت الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأربعاء، تراجعا مدويا لحزب لعدالة والتنمية بعد فقدانه 113 مقعدا مقابل صعود حزب "التجمع الوطني للأحرار" الذي نجح في إزاحته من الصدارة بعد فوزه ب 102 مقعدا. ولفت متابعون للمشهد السياسي في المغرب إلى أن نتائج "العدالة والتنمية" أعادته للحجم الذي كان عليه قبل ربع قرن، حيث حصل في انتخابات 1997 البرلمانية على 9 مقاعد، قبل أن يحصد 3 في إعادة الانتخابات بعدد من الدوائر. ويرتقب أن يخلف التراجع الكبير تداعيات مؤثرة داخل بيت الحزب الإسلامي، الذي دخل في دوامة لا متناهية منذ إعفاء أمينه العام السابق عبد الإله بن كيران من تشكيل الحكومة، وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له. وفي هذا الصدد أفادت مصادر مقربة من العدالة والتنمية أن هذا الأخير قرر العودة إلى صفوف المعارضة، فيما تواترت أنباء عن استقالة الأمانة العامة للحزب، في انتظار ما سيؤول إليه الوضع التنظيمي للحزب في ظل مطالبة بنكيران من سعد الدين العثماني بتقديم استقالته إثر النتائج الكارثية التي حصدها الحزب أمس الاربعاء..