يترقب العالم متحور كوفيد الجديد "مو" في وقت رجحت منظمة الصحة العالمية مقاومة السلالة B.1.621، للقاحات. وكانت منظمة الصحة أعلنت نهاية غشت أنه "ينبغي تعقب" المتحور، محذرة بأنه قائم على تشوهات من شأنها تعزيز قدرته على التصدي للقاحات. وشددت المنظمة على وجوب البدء بتخصيص دراسات علمية إضافية لفهم طبيعة المتحور الجديد بصورة أفضل. وظهر المتحور "مو" في كولومبيا في يناير، فيما تستمر حالات الإصابة في الارتفاع. ومنذ ذلك الحين انتشر في أكثر من 39 دولة، وفقا للمنظمة، من بينها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والإكوادور وكندا ودول أوروبية. لكن المسؤولة في قسم الأمراض المعدية في وكالة الصحة العامة في فرنسا سيبيل برنار-ستوكلين قالت، أمس الجمعة، أثناء إحاطة إعلامية أسبوعية، إن انتشار هذا المتحور "يبدو أنه لم يتسع حديثا" سواء في أوروبا أو فرنسا حيث ثبت "تراجعه في غشت" بعد "صعود طفيف" خلال يوليو ويونيو. وبحسب أرقام نشرتها صحيفة واشنطن بوست، فقد تم رصد حوالي 2000 حالة إصابة بمتحور مو في الولاياتالمتحدة حتى الآن، وتم تسجيل معظم الحالات في ولايات كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس ونيويورك. وقالت إدارة الصحة العامة بولاية كاليفورنيا للصحيفة، الخميس الماضي، إنه تم الإبلاغ عن 348 حالة مرتبطة بمتحور مو في حتى الآن، وأنها ستستمر في مراقبة جميع المتحورات الأخرى في الولاية. وعلق أكبر خبير في الأمراض المعدية بالولاياتالمتحدة، أنتوني فاوتشي، على متحور مو، في إفادة صحفية، الخميس الماضي، قائلا إنه لا يشكل "تهديدا فوريا في الوقت الحالي" داخل الولاياتالمتحدة. وقال إن السلطات الصحية المختصة "تراقبه عن كثب"، لكن مو "ليس قريبا على الإطلاق من أن يكون مهيمنا"، حيث لا يزال المتحور دلتا هو السبب وراء أكثر من 99 في المئة من حالات الإصابة في الولاياتالمتحدة. تصدي اللقاحات وليس واضحا بعد مدى الحماية التي توفرها اللقاحات ضد هذا المتحور، وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان، الثلاثاء، إن مو "يحتوي على مجموعة من الطفرات التي تشير إلى الخصائص المحتملة لمحاربة المناعة"، مما أثار مخاوف من أنه قد يكون أكثر مقاومة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، مقارنة بالمتحورات الأخرى. وأضافت المنظمة: "لكن هذا يحتاج إلى تأكيد من خلال مزيد من الدراسات". فاوتشي، من جانبه، قال إنه على الرغم من أن البيانات المخبرية أظهرت أن متحور مو يمكن أن يتجنب بعض الأجسام المضادة -من بينها تلك الناتجة عن اللقاحات- فإن هناك نقص في البيانات السريرية والأبحاث الأخرى المتعلقة بهذا الأمر. وأكد أن اللقاحات بشكل عام تظل فعالة، وهي أفضل حماية ضد فيروس كورونا. وفي هذا السياق، قالت شركة فايزر لواشنطن بوست إنها تدرس متحور مو، ومن المتوقع أن تنشر البيانات في مجلة متخصصة قريبا. وقال المتحدث باسم الشركة كيت لونغلي: "حتى الآن، راجعنا البيانات الواقعية والدراسات المخبرية للقاح، ولا نرى أي دليل على أن المتحورات المنتشرة تقاوم الحماية التي يوفرها اللقاح". ولم ترد شركات تصنيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا، مثل موديرنا، وجونسون آند جونسون، وأسترازينيكا، على طلبات للتعليق من قبل الصحيفة. "أكثر قابلية للانتشار" وفي حديث لواشنطن بوست، رجح بول كارديناس، أستاذ الأمراض المعدية وعلم الجينوم في جامعة سان فرانسيسكو دي كيتو في الإكوادور، أن يكون متحور مو "أكثر قابلية للانتشار، ويتغلب على متحوري غاما وألفا في معظم أنحاء الإكوادور وكولومبيا". ومع ذلك، يقول كارديناس، "لا يوجد مؤشر حتى الآن على أن نكون أكثر قلقا، فقط يجب معرفة أن هذه المتحورات تظهر طوال الوقت، ومن المهم أن يتم تمييزها من أجل تتبعها". وتتغير معظم الفيروسات بمرور الوقت، فيما يتضاءل أو يتلاشى تأثير بعض المتحورات على خصائص الفيروس، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على طريقة انتشاره، وشدته، وفعالية اللقاحات أو الأدوية المضادة له. يذكر أن السلطات الصحية في العالم ترصد متحورة أخرى ظهرت في جنوب إفريقيا، الأسبوع الماضي، وأعطيت التصنيف العلمي C.1.2 وقد تفشت على نطاق واسع في الأشهر الأخيرة في الدولة الإفريقية.