أعرب النائب في الجمعية الوطنية الغابونية، السيد جيرمان بياودجو، عن أسفه الشديد حيال قرار الجزائر أحادي الجانب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، قائلا إن "هذا القرار يبدو أنه يتنافي مع مبادئ حسن الجوار والتكامل الإفريقي المنشود". وقال النائب البرلماني الغابوني، في تعقيبه على القرار الجزائري، أن "كوني برلمانيا غابونيا يدفعني للتعبير عن أسفي العميق عقب القرار أحادي الجانب الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية"، مبرزا أن قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد "لم يكن أبدا حلا لتسوية المشاكل الثنائية". وبعد أن ذكر بأن الحدود البرية بين البلدين ما زالت مغلقة منذ عام 1994، نوه السيد بياودجو بردة الفعل المدروسة والمتسمة بالحكمة وروح الانفتاح من قبل السلطات المغربية العليا التي أكدت أن "المملكة المغربية ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة". وسلط النائب الغابوني الضوء على هذه الرغبة في الحوار مع الجزائر "التي لطالما عبرت عنها السلطات المغربية العليا التي لا تدخر أي جهد في مد اليد للجزائر في أي عملية لتسوية مشاكلهما الثنائية". وأشار في هذا الصدد إلى الأمثلة المتعددة على هذه الرغبة المؤكدة التي تحدو المغرب في الحوار، ومنها "النداء الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد العرش في يوليوز الماضي، والذي يشكل خير مثال على حسن نية المملكة المغربية تجاه الجزائر". وأخذا منه في الاعتبار رغبة المملكة الواضحة بالاستمرار في الحوار، وانطلاقا من اهتمامه بتسريع دينامية التكامل الإفريقي لصالح تنمية القارة، حث السيد بياودجو السلطات الجزائرية على قبول اليد التي ظل المغرب يمدها لها واستئناف العلاقات الدبلوماسية المفيدة للبلدين والضرورية للسلام والاستقرار في المنطقة المغاربية. يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج كانت قد أكدت أن المغرب يعرب عن أسفه لقرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، واصفة غياه بالقرار "غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة ، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري". وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، أن المغرب يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها، مؤكدا أن المملكة المغربية ستظل من جانبها "شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة".