أصدر وزير الصحة، خالد أيت الطالب، قرارين للتنقيل في مناصب المسؤولية بمندوبية الصحة بكل من إقليمتطوان وعمالة الفحص أنجرة، وذلك تزامنا مع تدهور الوضع الوبائي المرتبط بفيروس كورونا على المستوى الإقليمي. ووفق مقرر انتقال أصدره الوزير، فإن مندوب وزارة الصحة بعمالة الفحص أنجرة، يونس الغزواني، وهو طبيب من الدرجة الاستثنائية، سيصبح مندوبا للصحة بإقليمتطوان. ويتعلق القرار الثاني، بتنقيل مندوبة الصحة بإقليمتطوان، لمياء الدليمي، وهي طبيبة خارج الدرجة، لتصبح مندوبة الصحة بعمالة الفحص أنجرة، وكانت قد عينت في منصبها بتطوان منذ فترة قصيرة فقط. وفي الوقت الذي لم يكشف فيه الوزير سبب هذين القرارين، رجحت مصادر طبية أن يكون الدافع هو الوضع الوبائي الذي تعرفه المنطقة، خاصة مدينة تطوان التي تشهد ارتفاعا مهولا في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس. كما تعيش الأطر الطبية والتمريضية بمستشفى "سانية الرمل" على وقع ضغط وإنهاك كبيرين، في ظل توافد غير مسبوق على المستشفى بسبب الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بالفيروس، وذلك في وقت امتلأت فيه كل أسرٍّة الإنعاش المخصصة لمرضى الوباء. وأفادت بعض المواقع الالكترونية، استنادا إلى مصادر من بمستشفى "سانية الرمل"، بأن الوضع الوبائي الذي تعرفه المدينة وضواحيها، جعل عدد المرضى في قسم الإنعاش يفوق الطاقة الاستعابية لهذا القسم، إلى جانب امتلاء كلي في الوحدتين المخصصتين لمرضى الوباء بالمستشفى. وكشفت المصادر ذاتها، أن الأطر الصحية تضطر إلى إدخال مرضى جدد إلى الأقسام المخصصة ل"كوفيد 19" رغم امتلائها بالكامل، في حين يتجنب عدد كبير من المصابين الذهاب إلى المستشفى بسبب الاكتظاظ الكبير. وفي الوقت الذي تطالب فيه الأطقم الصحية بالمدينة من الوزارة الوصية، التدخل من أجل توفير موارد بشرية لإنقاذ الوضع، سواء من طرف القطاع الخاص أو الطب العسكري، تتعالى أصوات أخرى تدعو السلطات إلى إنشاء مستشفى ميداني بالإقليم، على غرار مراكش، لتخفيف الضغط عن مستشفى "سانية الرمل". وفي ظل هذا الوضع، أطلقت هيئات وشخصيات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات إنسانية للمحسنين من أجل توفير أجهزة الأوكسجين للمصابين في وضعية صعبة، والذين يعالجون داخل منازلهم، في حين يحاول نشطاء إيصال أجهزة الأوكسجين الموجودة إلى أكبر عدد من المصابين المحتاجين لها. ويأتي الارتفاع الكبير لإصابات ووفيات كورونا بإقليمتطوان، في وقت تعرف فيه المدينة اكتظاظا كبيرا على مستوى الطرقات والساحات والكورنيشات والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه، بسبب التوافد الكبير للزوار والسياح المغاربة على المدينة وضواحيها من أجل قضاء عطلة الصيف.