يحاول نظام العسكر، الذي يتخبط في أزمة متعددة الأوجه، استغلال كل فرص إنقاذه بغض النظر عن الطرف المنقذ حتى ولو كان الشيطان نفسه. من اسبانيا مرورا بإيران وصولا إلى تركيا، يحاول الجنرالات جلب الاستثمارات إلى الجزائر لكن تبقى نداءاتهم دون جدوى لان الكل يعرف ان البلاد تعيش أزمة خطيرة لا سبيل للخروج منها سوى برحيل نظام العسكر وكل رموزه وبناء دولة مدنية ديمقراطية بعيدا عن إملاءات وقرارا المؤسسة العسكرية. وفي هذا الإطار، دعا البوق الدبلوماسي لنظام العسكر، البولدوغ رمطان لعمامرة، إلى مزيد من الاستثمارات التركية في الجزائر، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية. وقال البولدوغ لعمامرة، خلال لقاء جمعه بنظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي زار إلى الجزائر يومي السبت والأحد المنصرمين، "أعربنا عن رضانا للرؤية الطموحة التي تمضي عليها وتيرة الشراكة الجزائرية -التركية، في الوقت الذي نرى أن المزيد من الاستثمارات التركية ضرورية، نظرا لإمكانيات الاقتصاد الجزائري وإنجازات الاقتصاد التركي". وتابع أن "الاستثمارات الجديدة من الممكن أن تُوجّه إلى قطاعات الزراعة والمناجم والسياحة، حيث إن لتركيا تجربة كبيرة في هذا المجال"، هكذا يستنجد لعمامرة بتركيا رغم أن الجزائر تزخر بالنفط والغاز، وهي الثروة التي وزعها الجنرالات على عائلاتهم والمقربين منهم بالاضافة لما صرفوه من ملايير الدولارات على مرتزقة البوليساريو لعرقلة مسار التنمية بالمغرب وضرب وحدته الترابية عبر اختلاق النزاع بالصحراء المغربية. وأشار بوق الجنرالات أنه ناقش مع أوغلو "عددا من الأزمات وبؤر التوتر، من منطلق أن الجزائروتركيا دولتان ترغبان في المساهمة بحلول، وكذا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وذلك من أجل فتح مجالات رحبة لتحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة"، على حد قوله، وهي عبارات لا تسمن ولا تغني من جوع لان الكل يعلم اليوم بان الدبلوماسية الجزائرية من اضعف وأفشل الدبلوماسيات في العالم، وأن همها الوحيد هو خلق بؤر التوتر في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيات البوليساريو.