يصفوننا بالمطبعين مع الصهيونية الإسرائيلية. طيب، للتاريخ وليس دفاعا عن الصهيونية. على الأقل إسرائيل الصهيونية لم تمسس المغرب بأي سوء، ولم تتآمر عليه، ولم تسع لتشتيت شمل أبناء شعبه وقطع أوصاله وتقسيم أرضه، ولم تخلق عصابات مسلحة ومرتزقة يسعون إلى الانفصال والتجزئة وتفريق الشعوب. إسرائيل لم تتبن مبادرات مفتعلة لتفريق الشعبين الأخوين الجارين المغربي والجزائري وتعطيل مسيرتهما نحو الوحدة والتكامل الاقتصادي والاندماج المغاربي والتكتل في وحدات قوية لمواجهة القوى العالمية. لكن الصهيوني الحقيقي هو من تولى طرد وتشريد حوالي 350 ألف مواطن مغربي من الجزائر في يوم عيد الأضحى المقدس لدى المسلمين عام 1975، وأخرجهم غصبا من بيوتهم بملابس النوم هم وأبنائهم الأبرياء، وحشرهم في شاحنات نقل القمامة ورماهم في الحدود، ثم استولى بالقوة على ممتلكاتهم. الصهيوني الحقيقي هو من قتل وشرد أزيد من 250 ألف جزائري خلال العشرية السوداء بالجزائر، ومن ضمنهم عشرات الآلاف من المختفين الذين لاتزال أسرهم تبحث عن جثثهم لدفنها بكرامة والترحم على أرواحهم بسلام بعيدا عن بطش أحذية العسكر. الصهيوني الحقيقي هو من يحاول تقسيم المملكة المغربية وتشتيت شمل أسرها الصحراوية وقطع أوصالها عن جذورها في إفريقيا، وتمويل وتسليح عصابات إجرامية وقطاع الطرق لمحاربتها. الصهيوني الحقيقي هو من يرفض نبل المبادرة المغربية التي أعلن عنها جلالة الملك، والقاضية بفتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الجزائرية وإعادة فتح الحدود، وتحقيق التقارب والمحبة بين الشعبين التوأمين. الصهيوني الحقيقي هو من يصرف أموال وخيرات شعبه وعائدات نفطه وغازه لشراء مواقف من دول ومجموعات ضغط تستفيد على ظهر شعب قهرته طوابير الانتظار للحصول على المستلزمات الأساسية للعيش بكرامة، وأصبح همه الأساسي هو الحصول على جرعة ماء وقارورة أكسجين لمرضاه. الصهيوني الحقيقي هو من يترك أفراد شعبه يموتون بسبب وباء كورونا وينتقل هو وأفراد أسرته وعناصر عصابته الانفصالية للعلاج في مستشفيات ألمانيا واسبانيا في الطائرات الخاصة وبأموال الشعب الفقير، ثم يدعي بدون حشمة أن منظومته الصحية هي الأفضل في إفريقيا!!!! لطالما اجتهد نظام "الجمهورية العسكرية الجزائرية" وعلى مدى عشرات السنين لإبقاء شعبه سجينا لإملاءات العسكر، وأطروحاته البائدة، التي خدرت العقول بوجود مؤامرات كونية تستهدفه من كل الجهات، وهذه المؤامرات يقودها جاره المغربي، في محاولة لقلب نظامه تارة، وبإغراقه بالمخدرات تارة أخرى، وبالتوسل إليه مرة أخرى لفتح الحدود ليأخذ منه الزيت والحليب والسميد والماء والأكسجين والبنان تارة أخرى، وهي بالمناسبة مواد لا يلتفت إليها المواطن المغربي لكثرتها في الأسواق. من المؤسف حقا أن نظام "الجمهورية العسكرية الجزائرية الشمالية " جعل البلد المسكين مصدر سخرية عالمية، وحوله من شعب المليون شهيد إلى شعب المليون طابور، وشعب المليون نكثه، وشعب المليون محتاج لجرعة ماء وقارورة أكسجين. أليس العسكر الذي يحكم الجزائر هو من يتسبب في تسميتها ب " الجزائر الشمالية" على غرار كوريا الشمالية. أليس العسكر من يعاقب شعبه ويقطع عنه الماء والسميد لأنه تجرأ وقام بحراك طالب من خلاله "دولة مدنية ماشي عسكرية"، أليس العسكر من يرفض اليد الممدودة من المغرب لاسترجاع الثقة والأخوة بين الشعبين الشقيقين وإنهاء العداوة وملفاتها البئيسة. فمسؤولو الجزائر الذين يجلسون مع إسرائيل في الأممالمتحدة وفي حلف الناتو وفي العديد من المنظمات والمنتديات القارية والدولية، اكتشفوا اليوم بالصدفة العجيبة أنهم سيجلسون فقط مع عضو مراقب وليس عضو كامل العضوية، وهو إسرائيل، في الاتحاد الافريقي، فأخذتهم الغيرة على الاتحاد المسكين، وقام وزيرهم في الخارجية بحملة "غير مسبوقة" وموسومة بكثير من البلادة، بحكم أنها لم تحصد سوى تأييد خمسة أعضاء من أصل 54 دولة عضو لطرد الصهيونية من افريقيا ...كذا، ويريدون إنقاذ القارة ويا للعجب من المؤامرات الصهيونية. أخيرا نقول : ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.