لا يعني اللقاح أن الإنسان لن يصاب بفيروس كورونا إطلاقاً، فاللقاحات المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية لا توفر حماية مائة بالمائة، تماما مثل ما هو الأمر مع الفيروسات الأخرى. في هذا السياق يؤكد معهد روبرت كوخ الألماني الحكومي على موقعه الإلكتروني أن مستوى احتمالية إصابة شخص ما بالعدوى وظهور أعراضعليه رغم تلقيه لقاحا كاملا، يبقى "منخفضا، لكن ليس صفرا". أهمية اللقاح تكمن في توفير حماية كبيرة من تدهور الحالة الصحية إلى مستوى الخطر في حال الإصابة بالفيروس التاجي، كما أنه يساعد المصابين على تجاوز المرض بأعراض أخف وفي فترة زمنية أسرع. وعند الإصابة رصد الخبراء لدى الملقحين ذات الأعراض الأولية التي يشعر بها المصابين غير الملقحين والتي تكمن في العطس وضيق التنفس وآلام الأذن وتضخم الغدد الليمفاوية. غير أن الفارق الكبير بين الفئتين، أنه لدى الملقحين تكون الأعراض أخف بكثير، حتى أن ضيق التنفس الذي كان أكبر تحدٍّ يواجه الأطباء عند ظهور الوباء قبل نحو عامين، تراجع على قائمة تصنيف أعراض كوفيد 19 إلى المركز 30 لدى الملقحين، وفق ما أشار إليه موقع "تي أونلاين" الألماني. أعراض جديدة مع "دلتا"؟ مع انتشار "دلتا" في بريطانيا بنسبة 99 بالمائة، يتحدث خبراء اليوم عن أعراض تمّ ربطها بالمتحور الجديد. يأتي بعد مقارنة بيانات مئات المصابين في إطار دراسة تحمل اسم "Zoe Covid Symptom Study"، هدفها متابعة ورصد التغيرات الحاصلة على مستوى الأعراض. وقد تمّ تطوير تطبيق خاص يستخدمه المصابون لتسجيل ما يشعرون به. وبالفعل سجلت مجموعة أعراض يعتقد أنها مرتبطة بمتحور دلتا، دون أن يكون بمقدور الأطباء الجزم في الأمر تماما لوجود عوامل أخرى يمكنها أن تكون مسببة للأعراض "الجديدة". و وجد الخبراء البريطانيون أنه لدى الفئة التي حصلت على جرعة واحدة فقط من اللقاح فقط وأصيبت بالفيروس، واجهت خمسة أعراض أساسية. وهي آلام الرأس، سيلان الأنف، آلام في الحنجرة، العطس، والسعال المتواصل. أما من حصل على جرعتين من اللقاح، فيعاني من آلام الرأس وسيلان الأنف والعطس وآلام في الحنجرة إلى جانب فقدان حاسة الشم. ويحث الأطباء الفئتين معا على أخذ عارض العطس المتواصل على وجه الخصوص على محمل الجد بإجراء فحص كورونا لتجنب نقل العدوى إلى آخرين. اللقاحات هي "الحل الوحيد" إن ل"دلتا" أعراض مختلفة عن سابقاتها، نظرية لا زالت مصدر تشكيك. كريستيان دروستن مدير معهد الأبحاث الفيروسية في مستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين، رفض في حلقته الإذاعية (بودكاست) على محطة NDR الإذاعية تأكيد ما ذهبت إليه الدراسة البريطانية، معتبرا أن أعراض كورونا التي باتت شبيهة إلى حد كبير بأعراض الرشح يمكنها أن تكون مرتبطة بالفئة العمرية الشابة، موضحا أن "صورة الأعراض يمكنها أن تتغير بتغير الفئة العمرية وتغير الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة". ولأن الشباب أصبحوا الفئة الغالبة بين المصابين يرى البروفيسور الألماني أنه عامل العمر قد يكون السبب الحقيقي في هذا التغير نحو أعراض الرشح. وإذا كان هذا الاختلاف بين الخبراء على مستوى الأعراض لدى الملقحين ومتحور دلتا، فهناك في الوقت ذاته إجماع قوي بينهم أن اللقاح ضروري أمام قدرة "دلتا" الهائلة على الانتشار مقارنة بالسلالات الأخرى. وقد شددت منظمة الصحة العالمية قبل يومين على أن اللقاحات لا تزال هي "الحل الوحيد" وأنه "لا خيار آخر" بات مطروحا سوى "توزيع اللقاحات حول العالم" وبوتيرة أسرع مما هو عليه.