هذا التساقط المريع والدرامي لمجموعة من رؤساء الدول والزعماء السياسيين في القارة الأفريقية يربط بينه خيط واحد وهو كراهية المغرب التي تتحول إلى لعنة تطاردهم. آخرهم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الذي قال إنه يتمنى قيام مغرب عربي بدون المغرب، فلم تكد يمر شهران على قوله ذاك حتى وجد نفسه مطرودا ممنوعا من دخول مكتبه برئاسة مقر البرلمان. وقبله انتهى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلف القضبان بعدما وجهت له تهم بالفساد وغسيل الأموال والإثراء غير المشروع. ولم يكن ولد عبد العزيز رحيما مع المغرب، مع أن لحم أكتافه من خير المغرب، ففيه درس بالأكاديمية العسكرية بمكناس ومن عائلة مكناسية تزوج، لكنه فضل أن يرد خير المغرب بطريقته الخاصة فارتمى في أحضان خصوم المغرب وأدار ظهره لمن صنعه. وفي جنوب إفريقيا رمت السلطات بالرئيس السابق زوما في السجن بعدما رفض المثول أمام المحكمة للإجابة عن تهم في حقه باختلاس أموال عامة خلال السنوات التسع التي قضاها في السلطة. وبسبب هذا الاعتقال قام أنصاره بأعمال عنف وشغب تعيد شبح الحرب الأهلية. وقد شاهدنا كيف يقضي الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة أيامه الأخيرة وكيف تشتت عائلته بين مطارد وسجين، ورأينا كيف أوشك الرئيس الجديد تبون أن يفقد حياته بسبب كورونا لولا ألمانيا ومستشفياتها، ورأينا كيف أصبح دميته غالي زعيم البوليساريو يدخل المستشفيات خلسة ويغادرها مطرودا تحت جنح الظلام، ورأينا كيف سقط وزراء في الحكومة الإسبانية سهلوا دخوله واستشفاءه. كل حبات سبحة محور الجزائر أبوجا بريتوريا تتساقط الواحدة تلوى الأخرى، وفي مقابل ذلك يعزز المغرب حضوره في القارة الأفريقية ويستعد لمعركة طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الأفريقي الذي لم يكن ليدخلها لولا المساعدة الكبيرة التي منحها له محور الشر هذا. البعض يستغرب كيف أن كل من "دار العار فالمغرب والمغاربة" وأراد بهم وببلدهم شرا سيأتي عليه يوم يدفع فيه الثمن وينتقم منه الله. وهؤلاء الذين يستغربون تمتع المغرب بهذه البركة والعناية الربانية يجهلون أن للبلد منذ قرون طويلة أقطابه وشرفاؤه وزواياه والآلاف من الصوفيين المنقطعين للتعبد الزاهدين في مباهج الحياة، وقراء الحزب الذين يتلون الكتاب بحيث لا تنقطع قراءة القرآن في أرجاء البلد على مدار الساعة. "وما يعلم جنود ربك إلا هو". صدق الله العظيم.