عاش أهالي جماعة أفرا بإقليم زاكورة، يومي الأربعاء والخميس، على وقع الصدمة والألم، وهي تودّع أشجار النخيل التي التهمتها ألسنة النيران، بعد اندلاع حريق مهول، أتى على أزيد من 200 نخلة. ويأتي الحريق، في استمرار للحرائق التي تلتهم واحة درعة، خلال السنوات الأخيرة مع حلول كل صيف، أمام توالي مواسم الجفاف والارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تعرفه المنطقة. أقشباب جمال، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة، قال في تصريح لموقع القناة الثانية التي اوردت الخبر، إن الأرقام الأولية تكشف "هلاك أزيد من 200 نخلة"، مشيراً أن الحريق الجديد ينضم إلى سلسلة الحرائق التي تعرفها واحة درعة خلال هذا الصيف، بعد أن شهدت السنة الماضية حرائق كبيرة، خصوصاً بمنطقة أفلا ندرى، مما أدى إلى هلاك أزيد من 6000 نخلة". وتابع الجمعوي البيئي أن كل الظروف بالواحة مهيّئة بشكل كبير لنشوب الحرائق؛ ذلك أن حقول درعة اليوم، كلها جرداء، وأشجار يابسة بفعل الجفاف والإهمال وعوامل أخرى ترتبط بارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً أن الفاعلين البيئيين بالمنطقة يدقون ناقوس الخطر منذ سنوات، ويعبرون على أن الوقت قد حان لوضع خطة عمل لمواجهة هذه الحرائق. وشدد أقشباب أن الوقت، قد حان "للتحرك والعمل من أجل إنقاذ هذا التراث الحضاري والإنساني والبيئي الذي نراه اليوم، يحترق يوماً بعد يوم، وهلاك بسبب النخيل"، مضيفاً أنّ "على الجهات المعنية من سلطات إقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، والمجتمع المدني، وضع خطة عمل لمواجهة هذا النوع من الحرائق، لأن لهذه الأشجار في واحة درعة، أدوار اقتصادية واجتماعية وبيئية كبرى". وتأسف المتحدث في ختام تصريحه لذات الموقع على "عدم تدخل السلطات المعنية من أجل إعادة تشجير هذه الواحات ودعم الفلاحين لتجاوز هذه الوضعية حيث، أن هذه الشجرة هي المورد الرئيسي لساكنة المنطقة". من جانبها، قالت رئيسة المجلس الجماعي لأفرا، رقية قاسم إنه "من السابق لأوانه تحديد الخسائر في ظل الوضع المناخي الصعب الذي يسهل من إمكانية انتشار الحرائق بالواحة"، مستبعدة احتمال أن يكون العمل الجرمي وراء الحادث وذلك في انتظار خلاصات تحقيقات السلطات الأمنية وعناصر الوقاية المدنية . وكشفت المسؤولة الجماعية في تصريح صحفي لموقع القناة الثانية، أن جهود الأهالي والسلطات، للسيطرة على الحريق اتسمت بالصعوبة في ظل هبوب رياح قوية.