كشف جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، أن الحرائق التي اجتاحت أخيرا واحات درعة بإقليم زاكورة إلى غاية أول أمس الخميس، دمرت الآلاف من أشجار النخيل. ومن بين الواحات التي اندلعت بها النيران، يقول أقشباب واحة مزكيطة، التي خلف بها الحريق خسائر قدرت ب 6 آلاف نخلة على مساحة تفوق 20 هكتار، ثم حريق بواحة ترناثة دوار ملال، الذي تعرض لحريق وصف بالمهول عشية أول أمس الخميس، إذ أتى على 5 هكتارات وأزيد من 200 نخلة، بالإضافة إلى حريق آخر دمر أشجار واحة ترناثة و أحياء تنسيطة، وزاوية البركة، ثم واحة تنزولين وفزواطة وواحة اكتاوة. وفي هذا الصدد، قال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة في زاكورة، ل"الصحراء المغربية"، إن مناطق الواحات شهدت ظاهرة غريبة، خلال السنوات الماضية، وازدادت حدتها في الأشهر الأخيرة، ويتعلق الأمر بحرائق الواحات، التي ما زالت متواصلة إلى الآن. وأرجع أقشباب الأسباب الأساسية للحرائق التي مازالت متواصلة بشكل كبير في مناطق الواحات، إلى مباشرة و غير مباشرة، هذه الأخيرة ذات صلة بتوالي سنوات الجفاف منذ سنة 2014، وشح التساقطات المطرية، التي لا تتعدى 30 ملم في السنة، ما ساهم في تراجع الفرشة المائية الباطنية والسطحية، ما أثر على الواحات التقليدية التي تشغل 26 ألف هكتار. وأوضح الفاعل الجمعوي، أن الواحات تحولت في درعة إلى مناطق يابسة، بفعل انخفاض نسبة الرطوبة، ماحولها إلى حقول جرداء تساعد على توفير شروط اندلاع الحرائق. وأما الأسباب المباشرة، فتتجلى، حسب أقشباب في أن الواحات باتت هي الملجأ والمتنفس الوحيد لسكانها خاصة خلال فترة الفترة الحجر الصحي، وقد يسفر عن ذلك حرائق سواء عن قصد أو غير قصد بسبب طهي الطعام داخل الواحة، وربما يعود السبب إلى رمي أعقاب السجائر أوحرق جليد النخيل أو الأشجار المصابة بمرض البيوض حسب الثقافة الموروثة بالمنطقة. وتحدث رئيس الجمعية عن فرضية إضرام النار من طرف بعض المختلين عقليا، أو بعض الأطفال الذين يرتادون الواحات من أجل اللعب. وطالب المتحدث، السلطات الإقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بفتح نقاش عمومي حول الظاهرة وتشخيص أسباب الحريق، ووضع برامج تحسيسية وتوعوية لمرتادي الواحات قصد تجنب مخاطر الحرائق التي تؤثر على المنظومة البيئية. ومن جانب آخر دعا الجهات المسؤولة إلى وضع خطة عمل وبرنامج استراتيجي لإنقاذ الواحات من خطر الحرائق قبل فوات الآوان.