أكدت مصادر متطابقة أن 43 ألف نخلة تقتلع وتهرب سنويا من واحات درعة (زاكورة) في اتجاه مدن أخرى من المغرب قصد التزيين. وسجلت نفس المصادر تنامي الظاهرة إبان الثلاث سنوات الأخيرة من طرف أناس لجؤوا إلى هذه الوسيلة السهلة للإثراء السريع مستغلين تفاقم أوضاع الفلاحين الاقتصادية والاجتماعية بالمقابل. في الوقت الذي استنكرت فيه جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة مؤخرا الظاهرة بناء على المعاينة المباشرة للجمعية. هاته الأخيرة رصدت ” 12 شاحنة تغادر المنطقة يوميا وكل واحدة محملة ب 10 إلى 12 نخلة، أي ما يعادل 120 نخلة تهرب يوميا، أي حوالي 3600 نخلة شهريا ليصل الأمر إلى 43200 نخلة سنويا. ووفق نفس الافادات، تباع النخلة الواحدة بثمن زهيد يتراوح بين 100 درهم و 150 درهم أو أقل من ذلك، على أن المهربين يبيعونها بأثمان خيالية وذلك حسب حجم وطول النخلة. وتابعت المصادر قولها أن هؤلاء “يوظفون في عملية الاقتلاع وسائل حادة لا ترحم حتى الأغراس المرتبطة بالنخلة المستهدفة”. ويعتمدون في نقل الأشجار على الجرارات لجرها، محولين الحقول إلى غبار من جراء كثرة الطرق وتحطيم السياجات التي يقيمها الفلاحون. كما يستخدمون رافعات لشحن النخيل على الشاحنات التي تصول وتجول داخل الواحات، مما نتج عنه تخريب لقنوات الري والسواقي والقناطر دون أن تتحرك الجهات المسؤولة تشرح المصادر. واعتبرت الجمعية في تقريرها “أن استمرار هذا النزيف بواحة درعة بهذه الوتيرة ينذر بكارثة بيئية واختلالات تهدد استقرار الإنسان بالمنطقة. وتابعت تقريرها بالتأكيد على “أن هذا الوضع ستستحيل معه ممارسة الزراعات المعيشية التحتية وسيجعل والواحات عرضة للتأثيرات الصحراوية القاسية مما يهدد بشكل خطير حياة الإنسان والحيوان”. من جهة أخرى،تساءلت الجمعية عن “الجدوى من إدخال واحات الجنوب المغربي ضمن التراث العالمي للمجالات الحيوية الواجب الحفاظ عليها، بعد عقد المؤتمر الدولي لمحمية المحيط الحيوي لواحات الجنوب المغربي بزاكورة في 05/10/2001 من اجل حماية واحة درعة لصيانة التوازنات البيئية بواحة درعة”. وشددت الجمعية على ضرورة “وضع استراتيجية واضحة لتنمية قروية مستديمة وفق رؤية سوسيواقتصادية، فضلا عن إنشاء مشاتل خاصة بنخيل التزيين “. وانضاف إلى ذلك، المرض البيولوجي الفطري “البيوض” الذي يفتك بالأصناف الجديدة من النخيل ويقضي سنويا على مئات الآلاف من النخيل بدرعة وذلك بوتيرة تصل سنويا إلى 4 % مما نتج عنه تراجع عدد أشجار النخيل من 2108050 نخلة سنة 1943 إلى 148000 نخلة اليوم، فضلا عن الضغوطات البشرية: سواء تعلق الأمر بالطلب المتزايد والضغط العنيف الذي يمارسه الانفجار السكاني على الموارد الطبيعية من حيث تغير نمط عيش السكان وتوجهم إلى قطاعات إنتاجية مربحة وإهمال زراعة أشجار النخيل.