دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده لإجراء الانتخابات في موعدها خلال افتتاح "مؤتمر برلين 2 المنعقد في العاصمة الألمانية. وقال الدبيبة "يفصلنا عن الانتخابات 6 أشهر ولكن للأسف الخلافات الداخلية ما زالت مستمرة ولم تعتمد الميزانية حتى الآن"، داعيا "المجتمع الدولي للمساعدة في إجراء الانتخابات بموعدها المحدد". وأضاف "مطلوب كذلك المزيد من العمل لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا"، داعيا المجتمعين في برلين إلى " الالتزام بتعهداتهم ومساعدتنا في ردع المعرقلين للعملية السياسية". وانطلقت الأربعاء أعمال مؤتمر برلين 2 حول ليبيا، بمشاركة 15 دولة بينها تركيا إضافة إلى 4 منظمات دولية وهي الأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.. وتضم قائمة الدول المشاركة كل من ليبيا وتركياوالولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا والمملكة المتحدة. كما تشمل قائمة المشاركين تونس والجزائر والمغرب ومصر والإمارات. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الحكومة الليبية في فعاليات مؤتمر برلين. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه "سيتم قريبا نشر المجموعة الأولى من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للمنظمة الدولية في العاصمة الليبية طرابلس". وقال غوتيريش خلال افتتاح المؤتمر "تم إحراز تقدم كبير منذ مؤتمر برلين 1 في يناير 2020، ونحن هنا اليوم للبناء على هذا التقدم". وأضاف أن ذلك سيكون "من خلال التنفيذ الكامل لخريطة الطريق التي اعتمدها منتدى الحوار السياسي الليبي، واتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في أكتوبر 2020، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2570 بشأن مراقبة وقف إطلاق النار، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر المقبل". وأردف أن الأممالمتحدة "تلتزم بدعم الآلية الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار، وسيتم نشر المجموعة الأولى من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة في طرابلس قريبا". وحث غوتيريش الأطراف الليبية والخارجية على "الاتفاق على خطة شاملة ذات جداول زمنية واضحة لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة"، مؤكدا أن "بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا تقف على أهبة الاستعداد لدعم هذا الهدف". وشدد على أن "تنظيم الانتخابات في موعدها يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة منها تحديد الأسس الدستورية للانتخابات، واعتماد التشريعات اللازمة وتقديم الموارد المالية من قبل السلطة التنفيذية المؤقتة إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات". وكانت الولاياتالمتحدةوألمانيا، دعتا قبيل انعقاد مؤتمر ليبيا الجديد في برلين، إلى انسحاب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع نظيره الألماني هايكو ماس، "يجب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما في ذلك انسحاب كافة القوات الأجنبية من ليبيا". وأضاف "نتشارك مع ألمانيا هدف جعل ليبيا سيدة ومستقرة وموحّدة وآمنة وحرّة من أي تدخّل أجنبي، هذا ما يستحقّه الشعب، وهو أمر ضروري للأمن الإقليمي". من جهته أكد ماس أنه يتعين إلى جانب ذلك إجراء الانتخابات البرلمانية في 24 ديسمبر كما هو مخطط في ليبيا، التي تعاني من الحرب الأهلية منذ سنوات، وأضاف "بالتعاون مع الحكومة الليبية والأممالمتحدة، سنواصل العمل من أجل ذلك". وفي يناير 2020 دعا ماس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى جانب الأممالمتحدة، البلدان المتورطة في الصراع الليبي إلى برلين لأول مرة، وحتى ذلك الحين كان الهدف هو إنهاء التدخل الخارجي في عمليات تسليم الأسلحة وإرسال المرتزقة. ويأمل ماس في تحقيق نتائج إيجابية، وقال "قبل عامين فقط كانت ليبيا مهددة بالغرق في دوامة من الفوضى والعنف"، مضيفا أنه قد تم إحراز تقدم ملموس من خلال المثابرة والتعاون الوثيق مع الأممالمتحدة، ممثلا على ذلك بوقف إطلاق النار الساري منذ أكتوبر الماضي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال "هذا يعطي المواطنين في ليبيا سببا للأمل". ولا تزال حكومة الدبيبة تكابد من أجل إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد لضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في وقت سابق، علاوة على ضمان إجراء الانتخابات العامة في موعدها بلا عقبات. وأعلن الجيش الوطني الليبي دعمه لكل الجهود المبذولة من أجل إرساء السلام في أنحاء البلاد، وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وأكد الجيش في بيان دعمه لجهود البعثة الأممية من خلال نجاح أعمال الحوار السياسي الذي يتطلع إليه الليبيون، لصياغة قاعدة دستورية توافقية تسمح للجميع بالدخول في السباق الانتخابي دون شروط مسبقة. وطلب الجيش من كل الدول المشاركة في مؤتمر برلين 2 بذل الجهود لضمان خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، مؤكدا دعمه التام لهذه الخطوة. وتابع البيان "من المهم اغتنام فرصة انعقاد مؤتمر برلين الثاني في 23 يونيو الجاري، آملين التأكيد على إجراء الانتخابات في موعدها والتزام حكومة الوحدة الوطنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، التي تسهل مهام المفوضية العليا للانتخابات ودعمها بالإمكانيات المطلوبة". وجدد "دعمه بشكل كامل لإجراء الانتخابات في موعدها، معتبرا أن الشعب الليبي لا يقبل التأجيل أو التأخير أو التغيير في موعد إجرائها من أي طرف". وطالب الجيش بعثة الأممالمتحدة بضرورة اتخاذ كل التدابير وتحمل مسؤوليتها لإجراء الانتخابات في موعدها المتفق عليه.