تنطلق اليوم أعمال مؤتمر برلين 2 في العاصمة الألمانية، الذي سيناقش خروج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، إضافة إلى ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر، نهاية العام الحالي، وذلك في ظل توتر العلاقات بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر والحكومة الانتقالية في طرابلس. وستشارك عدة دول غربية في أعمال مؤتمر برلين 2، الذي تستضيفه ألمانيا برعاية الأممالمتحدة، وبحضور ممثلين عن حكومات روسيا والجزائر والصين، وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تترأس لجنة الاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وليبيا، والمغرب، وهولندا، وسويسرا، وتونس، وتركيا، والإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، بالإضافة أيضا إلى حضور الوفود الليبية المتمثلة في رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ووزيرة الخارجية الليبية في حكومة الوحدة نجلاء المنقوش، وكذلك رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي كأطراف تمثل الجانب الليبي. و لم توجه ألمانياوالأممالمتحدة دعوة إلى رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشيري، كذلك لم توجه الدعوة إلى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر برلين 2 الجدول الزمني المحدد لإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، بالإضافة إلى التأكيد على الأطراف المنخرطة في الأزمة الليبية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في 24 دجنبر نهاية عام 2021، وحث الأطراف الليبية على إيجاد اتفاق على قاعدة دستورية تجري عليها الانتخابات. وكانت الأسابيع الأخيرة شهدت توتراً سياسيا، تجلى حينما تغيب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأعضاء المجلس الرئاسي المدني، عن عرض عسكري نظمه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في حين حضر الدبيبة وعضو المجلس الرئاسي عبد الله حسين اللافي حفلا آخر لتخريج الدفعة 51 بكلية الدفاع الجوي في مدينة مصراتة، بحضور القوات التي شاركت في عملية "بركان الغضب" وواجهت الجيش الوطني الليبي. كما شهدت الأيام الأخيرة سجالات حول فتح الطريق الساحلي التي أعلن رئيس الحكومة فتحها، لكن ما لبثت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) أن أعلنت تأجيل فتح الطريق بداعي استكمال الصلاحات. في السياق ذاته، قال المحلل السياسي الليبي فرج فركاش: " إن مؤتمر برلين 2 سيحمل ملفات ساخنة أهمها إعادة دمج المليشيات المسلحة وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والملف الأمني لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية". وأضاف أن "أهم الملفات الساخنة سيكون الملف الأمني وموضوع توحيد المؤسسة العسكرية وتفكيك وإعادة دمج المليشيات وأيضا خروج المرتزقة والقوات الأجنبية". ولفت المحلل السياسي إلى: "عدم وجود توافق حول توقيت خروج المرتزقة"، وقال: "ربما سنرى الجانب الروسي يطالب بأن أي قرار يخرج عن برلين 2 يكون عبر مجلس الأمن الدولي للاحتفاظ بحق الفيتو".