بدأت تظهر بوضوح المسارات التي اتخذتها الأطراف الفاعلة مع اقتراب الأزمة الليبية من الحل، حيث يتسم موقف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والحكومة الليبية المؤقتة بالالتزام ومحاولة ضبط الأمور بما يتوافق مع الرغبة الليبية الساعية للاستقرار. وعلى النقيض من ذلك، ظهر الاتجاه الثاني التي تقوده تركيا وميليشيات غرب ليبيا وتنظيم الإخوان الإرهابي في إطار إبقاء الفوضى حاكما رئيسا للضغط بها على المسارات الجارية. وأشادت البعثة الأممية في ليبيا، أمس الاثنين، بالالتزام وانضباط كل من القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر والحكومة الليبية المؤقتة في دعم المصالحة الوطنية وتنفيذ بنودها، مبرزة أن"القيادة العامة للجيش الليبي والحكومة المؤقتة أظهرا مدى حرصهما على المضي قدما لتقديم الدعم اللازم لتنفيذ ما هو مطلوب منها في إطار مخرجات الحوار، مبينة أن هناك تفاهم يربط كافة مؤسسات المنطقة الشرقية". وفي هذا الصدد، أكد اللواء خالد محجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن القيادة العامة للجيش الليبي ناقشت مع البعثة ضرورة إجلاء القوات الاجنبية والمرتزقة من طرابلس وضرورة وقف طائرات النقل العسكري التركية التي تحط في طرابلس ومصراتة وقاعدة الوطية لدعم المليشيات هناك. وأطلعت القيادة العامة البعثة الأممية أكثر من مرة ما رصدته من طائرات تحط في مطار معتيقة قادمة من تركيا محملة بالسلاح. ومع قرب منح الثقة للحكومة الجديدة ولم يفي السراج بوعوده حتى الآن الخاصة بوقف نقل المرتزقة والأسلحة بل أن هذه العمليات إعادة التمركزات لمليشيات تركيا في الغرب الليبي ذادت مع اقتراب تشكيل حكومة ليبية جديدة، حيث حطت أسبوع من الآن ثلاثة طائرات شحن عسكرية من تركيا في مطار مصراتة الدولي وقاعدة الوطية التي تتمركز فيها مليشيات مدعومة من تركيا. من جهة أخرى، يحاول عقيلة صالح، و فتحي باشاغا، المجلس الرئاسي، النواب، عرقلة عمل حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي الجديد، لضمان استمرارهم في مناصبهم الحالية. وعمل الاثنان بعد مفاجأة جنيف التي تتمثل في خسارة قائمة عقيلة صالح وفتحي باشاغا على عرقلة كل شيء لمنع المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة من العمل، بالإضافة إلى مسرحة اغتيال فتحي باشاغا ومحاولته إشعال حرب في طرابلس وعقيلة صالح وتصريحاته المتناقضة حول مقر انعقاد الجلسة. شبهات حول أشخاص يظهر من خلال حكومة الدبيبة، التي تضم 33 حقيبة وزارية، أن هذه الحكومة لم تأت لتسعة أشهر فقط، بل إن كل المؤشرات تشير إلى أن الانتخابات في شهر دجنبر شبه مستحيلة، لاسيما بعد التغاضي عن الرشاوى والحكومة الموسعة، كما أن الحكومة تحتوي على عدد من الموالين لعبدالحكيم بلحاج أبرزهم وليد اللافي مدير قناة النبأ السابق ومدير قناة سلام الحالي ولمياء بوسدرة، المرشحة لمنصب وزير الخارجية، أي أن جماعة الإخوان في ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة أصبحوا في موقف سياسي أقوى في ليبيا اليوم. المحاصصة تفرض نفسها على تشكيل الحكومة الليبية من جهة أخرى، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد دبيبة، اليوم الثلاثاء، إن المحاصصة فرضت نفسها على تشكيلة الحكومة الليبية المقبلة، مؤكدا أنه كان يسعى إلى حصر الوزراء في عدد أقل. وأشار دبيبة، خلال جلسة برلمانية بمدينة سرت لمناقشة منح الثقة للحكومة، الى أنه ليس مرتاحا لتشكيل حكومة ليبية تضم 26 وزيرا، لكن التوازنات الجغرافية والسياسية في البلاد فرضت هذا الأمر. ولدى حديثه عن إسناد الحقائب الوزارية، قال دبيبة إنه رفض منح وزارة الدفاع لأي طرف من أطراف الصراع الدائر في البلاد.