تزامنا مع تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، تتحدث وسائل إعلام إسبانية عن تعديل حكومي موسع سيشمل عددا من الوزراء، ضمنهم وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، بسبب سوء تدبيرها الكارثي للأزمة مع الرباط، حيث ارتفعت أصوات المعارضة المطالبة بإقالتها منذ اندلاع الأزمة على خلفية استقبال إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات «البوليساريو»، بهوية ووثائق مزورة. ونشرت جريدة "لاراثون" معطيات تفيد بأن قرار إجراء تعديل وزاري قد اتخذ بالفعل، حيث من المرجح جدا، وفق الجريدة، أن تشمل التغييرات وزارتي الخارجية والدفاع، نظرا للمشاكل الكبيرة التي تسبب فيها أداء الوزيرتين، أرانشا غونزاليس، ومارغاريتا روبلس، المنتميتين للحزب الاشتراكي الحاكم، باعتبار وزارتيهما من المخططين لعملية استقبال زعيم البوليساريو بهوية مزورة، وهو ما تسبب في الأزمة مع المغرب، وكذلك تصريحاتهما التي زادت من تعميق الأزمة عوض حلها وتلطيف الأجواء بين البلدين. وبينما ربطت وسائل الإعلام الإسبانية بين التعديل الحكومي المرتقب ورغبة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، في تقليص عدد وزراء حكومته، أرجعت مصادر أخرى سبب التعديل إلى الضغوط التي تتعرض لها الحكومة من طرف المعارضة، حيث طالب الحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، ب«الاستقالة الفورية» لوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، لإدارتها «الكارثية» للأزمة مع المغرب و«العمى» الذي أصابها في تدبير قضية المجرم إبراهيم غالي. وقال ثيودورو غارسيا إيجيا، الأمين العام لحزب الشعب، في حوار مع التلفزة الإسبانية «تي في أو»: «أعتقد أن وزيرة الخارجية يجب أن تستقيل على الفور. أظن أنها تسببت في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، وإن الحكومة أظهرت أنه ليس لها أي وزن في السياسة الخارجية»، وعبر عن أسفه كون زعيم ميليشيات «البوليساريو» دخل إسبانيا قبل شهر ونصف الشهر بجواز سفر «مزور»، مبرزا أن مغادرته تمت «مرة أخرى بالأسلوب نفسه». وشدد المسؤول السياسي على أن الوزيرة «يجب أن تستقيل بسبب الإدارة الكارثية لهذه القضية»، مؤكدا أن حكومة بيدرو سانشيز «تصرفت بشكل مؤسف»، لأنها «لم تدبر بشفافية» دخول وخروج المدعو إبراهيم غالي، ولم تشرح «بوضوح ما هي المشكلة الحقيقية». وكان بابلو كاسادو، رئيس الحزب الشعبي الإسباني، وصف ب«التهور الكبير»، قرار الحكومة الإسبانية السماح لزعيم ميليشيا «البوليساريو» المدعو إبراهيم غالي بدخول البلاد «بهوية مزورة»، وأكد كاسادو الذي حل ضيفا على لقاء نظمته وكالة «أوروبا برس»، أنه «في الوقت الحالي ما يجب القيام به هو محاولة تكثيف العلاقات مع المغرب، وحل هذه الأزمة»، محذرا من أنه «يجب التعامل مع هذه القضايا بصرامة كبيرة، كما أنه لا يمكننا الكذب».