في البداية كانت قضية سليمان الريسوني، الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المتوقفة بقرار من صاحبها المحكوم بالسجن، مجرد ملف يروج أمام المحكمة، فيه مشتك وفيه متهم، وكان تقدير قاضي النيابة العامة بعد عرضه عليها أن تتم محاكمة المتهم في حالة اعتقال، وقضاة النيابة العامة كما قضاة التحقيق يقدرون، وفق ما يمنحهم القانون، الحالة التي تتم فيها المتابعة. في الملف يوجد مشتك يتهم الريسوني بالاغتصاب وقدم ما يفيد ذلك، وهي بالمناسبة قرائين تعتمدها المحكمة، لكن قرار الإدانة والبراءة يتم بعد المحاكمة، وليس من العدل تبرئة شخص قبل انطلاق محاكمته، كما فعل كثير من الخائضين في الماء العكر تنفيذا لأجندات لا علاقة لها بالحقوق والحريات. وبالإضافة إلى مجموعة من الأشخاص المعروفين بوجودهم الدائم في كل الوقفات والتوقيع على كل البيانات، تورطت زوجته في فبركة قصة تضر بزوجها أكثر مما تنفعه، لأنها جعلت من ملفه سجلا تجاريا، وزعمت أنه مشرف على الموت وصورت كفنه ونشرته على الفيسبوك، حتى جاء بلاغ إدارة سجن عين السبع 1 ليؤكد أن الشخص ليس بالحال التي تزعم زوجته. الجميع ظل يعرف ان هدف هذا الضجيج هو تعطيل محاكمته لكي تتفكك القضية ويتم نسيانها بفعل العبث فيها بما هو حقوقي وانساني كما تريد زوجته ان تقوم به الان. في البداية تم توقيع عريضة ورفعت رسائٔل تزعم أن سليمان الريسوني مشرف على الموت، وهذا ادعاء كان القصد منه إحراج المؤسسات والضغط على القضاء، وإظهار المغرب دولة غارقة في خرق حق الانسان وحريته، ليظهر ان الحملة كان لها اتجاه آخر هو الضغط على القضاء ليكون الى جانب الجهة التي يدافع عنها لأنه من أوجه العدالة أن يكون الطرفان، المتهم والمشتكي، في الكفة نفسها من حيث الحقوق والواجبات. الموقعون على العريضة وكاتبو الرسائل من المجموعة التي ترى كل شيء أسود، وهي تريد للريسوني أن يموت حقيقة حتى تتاجر بملفه في المنتديات الدولية، بينما إدارة السجن والمندوبية العامة حاولت فتح حوار مع المعني بالأمر غير أنه كان يرفض كل محاولة للنقاش، محاولا توريط إدارة السجن في ملف قضائي بينما هي جهة لتنفيذ الأحكام وإجراء العقوبات على المحكومين من قبل المحاكم، حيث لا علاقة لها هي بالسراح المؤقت أو بالاعتقال الذي هو شأن للنيابة العامة وقضاة التحقيق. لكن كل هذا الصراخ، الذي تحدثه خلود المختاري زوجة المتهم الموقوف سليمان الريسوني، وكثير من الأشخاص، الغرض منه ليس الوصول إلى الحقيقة بينما المتاجرة بالملف في المنتديات المعروفة. فملف الريسوني أصبح أصلا تجاريا يتم التلاعب به بين الجمعيات والأفراد تسترزق به بشكلٍ مذل.