انخفضت أسهم حزب "بوديموس" اليسراوي، في البورصة السياسية، خلال الفترة الأخيرة، مقابل العودة التدريجية لليمين الإسباني، نظرا إلى الانتقادات المتواصلة للحكومة اليسارية الحالية التي يتزعمها الاشتراكي بيدرو سانشيز بشأن تدبير جائحة "كورونا". ويحاول حزب "بوديموس" الإسباني استغلال القضايا الخلافية في المنطقة المتوسطية لإحياء رصيده الانتخابي في ظل تراجع شعبيته وسط الإسبان؛ بينها قضية المجرم إبراهيم غالي، الذي دخل المملكة الإيبيرية بجواز سفر جزائري مزوّر وباسم مستعار. وبعد نكسة الانتخابات الأخيرة بمدريد، تفاعل "بوديموس" مع التوتر الدبلوماسي بين مدريد والرباط من خلال دعوته إلى ما سماه احترام "سيادة" اسبانيا، مدعيا أن قرار استضافة زعيم الميليشيات الانفصالية مرده إلى ماس ماه "أسباب إنسانية"، كما رددت ذلك رئيسة اليدبلوماسية الاسبانيا، قبل ان يدعو حزب المراهق بابلو إغليسياس إلى "عدم تدخل المغرب في الشؤون الداخلية للمملكة الإسبانيةّ حسب تعبريه. ويرلى المراقبون ان لانتقادات التي توجهها حركة "بوديموس" إلى المغرب بشأن قضية زعيم جبهة البوليساريو المجرم ابراهيم غالي، تعبر بجلاء عن مدى ازدواجية خطابها السياسي، وتخبط مواقفها السياسية على حساب قضية اختارت الحكومة الاسبانية تسييسها على حساب العدالة القانونية وروح الحقوق الوطنية... إن دعوة بوديموس المغرب إلى احترام السيادة الإسبانية، يضيف المراقبون، يضع قيادة هذا الحزب الإسباني اليسراوي أمام تحدي المصداقية السياسية لخطابه المليء بالمغالطات الفكرية والتناقضات الإيديولوجية، بالإضافة إلى تحركاته غير المفهومة والبعيدة عن أبجديات الخطاب السياسي، وفهمه للرهانات الجيوإستراتيجية في المنطقة المتوسطية. بوديموس الإسباني، الذي ينتظر أقل فرصة سانحة لإبداء رأي أو نشر مغالطة سياسية دون أدنى اعتبار سياسي أو احترام قانوني للسيادة المغربية، يتبنى حجة السيادة في تبرير عدائه للمغرب مرة أخرى، من أجل كسب تعاطف الرأي المحلي الإسباني رغم تلقيه جوابا واضحا وكافيا من الناخبين الإسبان عن أنه كيان غير مرغوب فيه سياسيا بعد الهزيمة الانتخابية التي تلقاها خلال الانتخابات الجهوية الأخيرة. هذه الحركة الإسبانية، التي تجيد الرقص السياسي على وتر الخلافات المصطنعة من أجل تمويه الرأي العام وإخفاء الحقائق في سبيل كسب رصيد سياسي وهمي ولو على حساب قضايا غير قانونية وغير حقوقية، قادرة على الاتجار سياسيا بخطابها السياسي لإعادة بناء سهمها الإيديولوجي الذي تدنى إلى آخر المراتب في البورصة السياسية الإسبانية. يشار إلى أن عداء بوديموس للمغرب ثابت، ومكون رئيسي لخطابها الإيديولوجي، وفكر قيادتها السياسية؛ لذلك فتغريداتها المعادية للمغرب هدفها صيانة رأسمالها الإيديولوجي، والبحث عن إنقاذ سمعتها السياسية المحلية لدى نخبة ضيقة وفئة صغيرة من الإسبان غير القادرين على فك الرموز السياسية لخطابها الإيديولوجي المتجاوز وخارج التاريخ.