أسفرت عملية تخريب متعمدة، اليوم الجمعة، لمحطة وخط ألياف بصرية في ورقلة، يربط ولايات ورقلة وإليزي وغرداية وتمنراست وواد سوف وأجزاء من ولاية إدرار بالعالم الخارجي، عن توقف خدمة الإنترنت في هذه الولايات وأعطاب بالغة طالت شبكات الانترنت الداخلية لبعض الإدارات العمومية ويأتى هذا العمل بعد العديد من الاحتجاجات والاعتصامات التى نظمها المواطن الجزائرى فى الجنوب ضد سياسة الاقصاء والتهميش التى تطاله فى عدة مجالات حيوية، كالشغل والسكن والخدمات الاجتماعية، على الرغم من الثروات والإمكانيات النفطية الهائلة التى يتوفر عليها الجنوب الجزائرى ويتم ضخ عائداتها فى الحسابات البنكية لرموز النظام العسكرى الجزائرى فى الخارج، بينما الشعب يعيش حالة من الفقر والتمييز والعنصرية، مما خلق غليانا شعبيا واحتقانا ينذر بمزيد من التصعيد فى مناطق الجنوب.
وفي الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الجزائرى ورموز نظامه لمراجعة الدستور وفق منظورهم الخاص بما يسمح خلودهم فى المناصب واستنزاف ثروات شعب الجزائر، اصبح الشارع الجزائرى بصفة عامة والجنوب بصفة خاصة يطالب برحيل بوتفليقة وإسقاط رموز الفساد التى عشعشت فى دواليب الدولة الجزائرية حتى لا تسقط البلاد فى منعرج خطير ينذر بحدوث ربيع جزائرى اكثر دموية من الحراك الشعبى فى المنطقة المغاربية، والتى ادت الى سقوط انظمتها المستبدة والطاغية فى تونس وليبيا .
ان الاحداث فى الجنوب الجزائر قابلة للانتقال الى كافة المناطق الجزائرية الاخرى، لان المواطن ملّ من سياسة الترقيع والأكاذيب التى مورست عليه منذ تحرير البلاد من قبضة الاستعمار الفرنسى، وإذا لم يستجيب بوتفليقة ونظامه لإرادة الشعب الجزائرى فان الوضع يسير الى الهاوية بسبب تعاظم المطالب الاجتماعية حيث ان الحالة لم تعد تحتمل الانتظار او التأخير..