من المنتظر ان يفتتح الموقع التاريخي والاركيولوجي "جبل ايغود" أبوابه في وجه السياح والزوار والعلماء الراغبين في الخوض في غمار الاستكشافات الاسطورية لفترة ما قبل التاريخ. ذلك انه بعد الانتهاء من تهيئة الموقع الاسطوري "جبل ايغود" ضواحي اليوسفية بعد شهور من العمل والاشتغال، سيكون بامكان السياح وعلماء الآثار زيارته والقيام بجولات في مرافقه على غرار الموقع الاثري "وليلي" بمولاي ادريس زرهون. يقع الموقع التاريخي والأركيولوجي جبل إيغود التابع لإقليم اليوسفية، الذي أسال الكثير من المداد، خلال السنوات الأخيرة، ولفت انتباه المنتظم العلمي الدولي، بفضل الاكتشافات الأركيولوجية الأخيرة الوجيهة، ما ينذر بمستقبل واعد ينتظر هذا الموقع سيمكنه من أن يصبح وجهة حقيقية للسياحة العلمية والثقافية. ويزخر هذا التراث الأركيولوجي المتفرد بعدد من الحفريات البشرية التي تشمل جمجمتين للإنسان العاقل (إيغود 1 وإيغود 2) والفك السفلي وعظم عضد طفل (إيغود 3 وإيغود 4)، ما أتاح معطيات أركيولوجية جديدة مكنت من تحديد أصل الإنسان العاقل. واكتسبت جماعة إيغود سمعة كبيرة سنة 2017، عندما اكتشف فريق من الباحثين المغاربة والفرنسيين لقى أثرية حاسمة لحفريات إنسان عاقل تعود ل300 ألف سنة، وهو الاكتشاف الذي قلب المعارف العلمية التي كانت تؤرخ لأصل الإنسان العاقل عند 200 ألف سنة، وأدي إلى اعتبار هذه المنطقة مهدا للإنسانية. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فمنذ أن ارتبط اسم جماعة إيغود بالاكتشافات العلمية المذهلة، تغيرت حياة الساكنة المحلية التي تبلغ 20 ألف نسمة، بآمالها وانتظاراتها خاصة بعد إعلان السلطات العمومية لمشاريع كبرى في إطار مشروع كبير لتأهيل هذا الموقع والأماكن المحيطة به. مباشرة بعد ذلك، انطلق برنامج طموح لتأهيل الموقع الأركيولوجي ومركز جماعة إيغود (على بعد ثلاثة كيلومترات عن موقع جبل إيغود)، وذلك طبقا لمقتضيات الاتفاقية الموقعة في أكتوبر 2018 بين مختلف القطاعات الوزارية المعنية، بكلفة إجمالية تقدر ب310 ملايين درهم. وأن هذا البرنامج يضم أزيد من 30 مشروعا تروم تهيئة وتثمين الموقع الأركيولوجي لإيغود (50 مليون درهم)، وتأهيل مركز الجماعة الترابية إيغود (125 مليون درهم)، وكذا توسعة وتقوية المحاور الطرقية المتصلة بالموقع التاريخي ومحيطه (135 مليون درهم). ويذكر ان هذا الموقع التاريخي مدرج منذ 20 نونبر 2017، ضمن قائمة التراث الوطني، يستحق أن يتوفر على مركز تراثي جدير بهذا الغنى والتفرد الأركيولوجي لموقع إيغود، وسيشكل نقطة مركزية للأبحاث التاريخية على صعيد إفريقيا وستمكن من إشعاع أكبر للنتائج المحققة، لاسيما لدى منتظم الباحثين على الصعيد الدولي. وسيتوفر هذا المركز، الذي كلف مبلغا يصل إلى 30 مليون درهم والمطابق للمعايير الدولية، على فضاء مخصص لاستقبال الجمهور (إعلام، تذاكر ومتاجر ...) وفضاءات للعرض (دائمة ومؤقتة وتعليمية ...) وفضاء بيداغوجيا (تنشيط وورشة) وفضاء للمطالعة والتوثيق، إلى جانب فضاء مخصص للطاقم الإداري والمستخدمين ولتطوير مهام المركز. وسيشمل هذا المركز أيضا، فضاء للحفاظ على التحف والإعداد للمعارض، وفضاء للوجستيك وصيانة البناية، ومساكن وظيفية، إلى جانب مساكن مخصصة للأركيولوجيين المنقبين عن لقى أثرية ب"دار الأركيولوجيين".