أبرز باحثون جامعيون وأطر تربوية، اليوم الأربعاء بفاس، قيم العيش المشترك والتسامح التي تتسم بها المملكة المغربية وتجذرها في الثقافة والهوية الوطنية داعين الى توطينها في المنظومة التربوية. واعتبر المشاركون في ندوة نظمت بمبادرة من مديرية التعليم بفاس تحت شعار "ترسيخا لقيم التعايش والتسامح في المنظومة التربوية"، أن قيم التعايش أصيلة وعريقة في المجتمع المغربي وتعود امتداداتها التاريخية إلى ما قبل تأسيس الدولة المغربية مؤكدين أهمية تناقلها وترسيخها في الفضاء التربوي. وقال رشيد شرويت، المدير الإقليمي للتعليم بفاس في كلمة افتتاحية، ان المدرسة المغربية كانت وستظل ناقلا أمينا ومتجددا لسياسة المغرب المبنية على قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر. وأبرز المسؤول التربوي الأدوار الطلائعية التي تلعبها المدرسة المغربية من خلال أندية التسامح التي تشتغل بمشاريع وأهداف تروم تنمية وتطوير مهارات التلاميذ حول قيم التعايش مع الآخرين. واستحضر ليفي بانون، حاخام بمدينة الدارالبيضاء، ذكريات ومشاهد من حياة بالمغرب تحت عنوان التسامح والتلاقح الحضاري والثقافي، مستعيدا مسارا شخصيا بدأ بمولده بالمغرب قبل أن يشد الرحال إلى كندا، ثم ليقرر رفقة زوجته قبل سنوات العودة إلى المغرب والاستقرار فيه. وقدم عبد السلام انويكة، أستاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة فاسمكناس، بعضا من تجليات ورمزية التسامح والتعايش في المغرب المعاصر مبرزا حرص الدولة المغربية على تأمين تعددية وتخصيب الروافد الثقافية والحضارية للبلاد والانفتاح على الآخر. وشهدت الندوة تقديم مداخلات من باحثين جامعيين حول آليات ادماج وترسيخ قيم التسامح والتعددية في المؤسسات التعليمية من أجل ناشئة مغتنية بتنوع العناصر الثقافية ومنفتحة على الآخر