وقعت 44 شخصية عريضة تضامن مع عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، بخصوص قضية المطالبة بالتحقيق معه في مقتل الطالب اليساري أيت الجيد محمد بنعيسى بداية التسعينات من القرن الماضي. وقالت العريضة "إذ نعتبر بأن من حق الجميع أن يطالب بمعرفة حقيقة الظروف والملابسات التي أحاطت بمقتل عدد من الطلبة الجامعيين ومنهم الطالب الراحل بنعيسى آيت الجيد، نؤكد رفضنا لأي توظيف سياسي لقضية نبيلة، وننبه إلى أن معرفة الحقيقة لن تتسنى عبر المتاجرة الرخيصة، بانتهاك حرمة الأموات والأحياء معاً، في لحظة تاريخية تحتاج إلى تكاثف جهود الجميع، من أجل إنجاز تحول ديمقراطي حقيقي". و اعتبرت العريضة "ما يتعرض له عبد العلي حامي الدين من هجوم تشهيري شرس، في الحقيقة محاولة لإخراسه من طرف من ضايقتهم آراؤه التي عبر عنها كباحث أكاديمي ومناضل سياسي، بخصوص ضرورة احترام الدولة لمقتضيات الدستور الجديد ومواكبته النقدية للأحداث السياسية بالإضافة إلى معارضته لعودة التحكم في الحياة السياسية". ينبغي بداية الإشارة إلى أن قضية أيت الجيد قضية إنساسية، قبل أن تكون قضية سياسية، قضية قتل عنيف والعائلة حائرة حول من قتل ابنها، وتريد أن تعرف الحقيقة كاملة غير ناقصة، وأن ينال مقترفو الجريمة جزاءهم، كما ينص على ذلك القانون، وقد تمت محاكمة شخص واحد ينتمي للعدل والإحسان بتهمة المشاركة، فأين هم الشركاء؟. ثانيا تتوجه أصابع الاتهام إلى عبد العالي حامي الدين بالمشاركة في مقتل أيت الجيد، وهناك شاهد يقول بذلك، ثم إن القيادي في العدالة والتنمية قال أثناء التحقيق معه، إنه ينتمي للطلبة القاعديين، أي نفس الفصيل الذي ينتمي إليه القتيل وبالتالي أبعد عنه الشبهة، مما جعل المحكمة تبرئه بعد قضاء سنتين في السجن، وينال حوالي أربعين مليون سنتيم من هيئة الإنصاف والمصالحة. ثالثا، بعد أن قامت العائلة بالمطالبة بإعادة فتح التحقيق من جديد، بناء على شهادة رفيق بنعيسى، وبناء على ما ورد في محاضر الضابظة القضائية من تزوير، حيث قال حامي الدين إن ينتمي لفصيل يساري بدل انتمائه الإسلامي، بعد كل هذا ينبغي فتح التحقيق إحقاقا للحق فقط، فالمطالبة بفتح التحقيق ليس توجيها للاتهام الذي هو من اختصاص النيابة العامة، ومن حق القضاء وحده الحسم في براءته من إدانته. رابعا، من مصلحة الجميع بمن فيهم حامي الدين فتح تحقيق في القضية حتى يتم إنهاء الملف بشكل نهائي عبر معرفة الحقيقة. لكن أن يلجأ حامي الدين إلى الاستجداء من جهة والضغط من جهة أخرى ليجمع بنفسه عريضة التضامن معه فتلك قمة الاستهتار باستقلال القضاء كما نص عليه الدستور والتأثير فيه بشكل غير قانوني. لكن المضحك في العريضة أن الكثير من الممضين قد سحبوا إمضاءاتهم لما علموا أنها أضيفت بدون علمهم، كما أن هناك شخصيات كثيرة تم إقحامها في العريضة، تستعد لنشر بيانات حقيقة ضدا على التدليس والكذب والنصب والاحتيال الذي قاده عضو قيادي في حزب يتفاخر بالنقاء وحسن السريرة. حامي الدين ولما اشتدت عليه الأمور لجأ إلى عملية التدليس وشرع في إمضاء عريضة لصالحه باسم آخرين، القضية قد تأخذ أبعادا خطيرة وننتظر الجديد مستقبلا. لنصدق الموقعين على الوثيقة طوعا أو كرها أن هناك جهات يزعجها حامي الدين بمواقفه، فهل اليسار الراديكالي، غير الراضي على الدولة وما فيها، الذي خرج من أجل تخليد ذكرى أيت الجيد، هو أيضا منزعج من حامي الدين الكاتب والمناضل الديمقراطي؟، هل ينزعج أحمد بنجلون الذي خرج في كرسي متحرك من شخص لا يعرفه؟.