قال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في أخبار الظهيرة على دوزيم أمس، إنّه بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001، انخرط المغرب في سياق محاربة الإرهاب، بالتالي أصبحت المملكة هدفاً للتنظيمات العالمية، وبعد أحداث 16 ماي، عرفت المملكة أنها ليست في منأى عن الهجمات، حيث اعتمدت المملكة تحت القيادة الملكية على سياسة مندمجة وشاملة ومتعددة الأبعاد، محورها هو الاستباقية والوقائية.. وقال حبوب إن هذه الاستراتيجية، التي تمت تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، شملت المجال الأمني، الذي أبدع خططا استباقية لملاحقة الخلايا الإرهابية ثم المجال القانوني، الذي تم خلاله تحديث الترسانة القانونية بدءا بقانون 03-03 الذي يشكل الإطار القانون في مكافحة الإرهاب والقانون الذي يجرم الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. كما شملت هذه الاستراتيجية المجال السوسيواقتصادي من خلال محاربة الهشاشة، بالإضافة إلى هيكلة الحقل الديني. وأضاف مدير البسيج أن تطوير المجال الاستباقي والأمني اكتمل بإنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية باعتباره الذراع الوقائي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، باعتبار أن المديرية (الديستي) هي أساس المعلومات التي توفرها، والتي بفضلها تم منذ سنة 2002 تفكيك 209 خلايا إرهابية، و82 خلية بعد إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج). وقال حبوب الشرقاوي إن الديستي لعبت دورا كبيرا وفعالا في تحليل المعطيات وتحليل المعلومات وتبادل الخبرات والبيانات مع الشركاء الأوروبيين والأفارقة والعرب، ما مكن من إحباط العديد من المشاريع التخريبية وحمامات الدم، الشيء الذي جعل المغرب يحتل مكانة مرموقة في هذا المجال ليصبح شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب، والدليل على ذلك ترؤسه للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب منذ 2016 مع هولندا وإلى غاية اليوم مع كندا. واستدل حبوب الشرقاوي على هذا التعاون بالدور الذي لعبته الديستي في توقيف الجندي الأمريكي المتطرف، الذي كان يعمل على تحضير مشروع تخريبي يستهدف الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث قامت المديرية بتزويد مكتب التحقيقات الفدرالي بمعلومات استخباراتية مهمة مكنت من توقيفه قبل الشروع في تنفيذ مخططه الإرهابي. ولم يستثن مدير البسيج علاقات التعاون جنوب جنوب، والتي تنصب في شقها الأمني على تبادل المعلومات والخبرات، وكذا تدريب ضباط أفارقة، وهو التعاون الذي يجمع المغرب مع العديد من الدول الإفريقية كموريتانيا وساحل العاجل وتنزانيا وغينيا ومدغشقر... باستثناء دولة الجزائر التي مازالت ترفض التعاون. ولفت حبوب الشرقاوي الانتباه إلى ما يعتمل داخل منطقة الساحل والصحراء، التي تحاول العديد من التنظيمات البحث فيها عن موطئ قدم لاسيما بعد اندحار داعش في سوريا والعراق وتنظيم القاعدة في أفغانستان، مؤكدا أن هناك تقاطعا بين الجريمة المنظمة والإرهاب في المنطقة بسبب انتشار الأسلحة والتهريب والاتجار في البشر، بالإضافة إلى نشاط التنظيمات الإرهابية المحلية ونشاط تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى بزعامة عدنان أبو الوليد الصحراوي وهو أحد الأعضاء البارزين بجبهة البوليساريو. المزيد في الفيديو التالي: