قبل أشهر من انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد "كوفيد-19"، تمت تعبئة العديد من المراكز الصحية ونقط التلقيح بمختلف جهات المملكة، من أجل الانخراط في هذه العملية ومواجهة الوباء. فإلى جانب باقي الهياكل التابعة لوزارة الصحة، تساهم العديد من المراكز الصحية ومختلف نقط التلقيح التي تم إحداثها بعدد من الفضاءات عبر تراب المملكة، في الوسطين الحضري والقروي، في مختلف الجهود المبذولة على الصعيدين الوطني والجهوي، من أجل تقليص معدلات الإصابة بالفيروس، وبالتالي الحد من تفشيه في أفق العودة لسير الحياة العادية. فالفضاءات المخصصة للتلقيح ضد "كوفيد-19" تستقطب يوميا، ومنذ إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس الانطلاقة الرسمية لعملية التلقيح الوطنية، أعدادا من المواطنين الذين يتوافدون من أجل تلقي جرعات اللقاح، بهدف تحقيق المناعة الجماعية، وذلك من خلال تلقيح 80 بالمائة من الساكنة. قاعات تسجيل البيانات، والتلقيح إلى جانب وحدات تخزين جرعات اللقاح والتبريد تعد أهم الفضاءات ضمن هذه المراكز، وبفضل التنظيم المحكم والتعبئة المتواصلة لكافة المتدخلين في هذا الإطار، تجري عملية التلقيح بسلاسة داخل مراكز التلقيح. فعلى مستوى جهة الرباط - سلا - القنيطرة، أبرزت الدكتورة سعاد الحساني، رئيسة مصلحة الصحة العامة بالمديرية الجهوية للصحة (الرباط-سلا-القنيطرة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تمت في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد "كوفيد-19"، تعبئة 280 من محطات التلقيح القارة على مستوى الجهة، أغلبها مراكز صحية، وتتوزع بين كل من الرباط (29) وسلا (30) وتمارة (40)، والخميسات (48)، والقنيطرة (59)، وسيدي قاسم (49)، وسيدي سليمان (25)، إلى جانب عدد هام من الفرق المتنقلة للتلقيح. وتعد كافة المراحل التي تسبق عملية التلقيح، متمثلة بالأساس في ظروف تخزين جرعات اللقاح وسلسلة توزيعها، شرطا ضرورية لإنجاح العملية. إذ يتعين احترام مختلف الإجراءات الكفيلة بتسلم جرعات اللقاحات المضادة للفيروس على مستوى مراكز التلقيح في ظروف جيدة. في هذا الصدد، توضح الدكتورة الحساني أن عملية تسليم جرعات اللقاح تتم انطلاقا من المستودع الوطني لتخزين اللقاح نحو مندوبيات وزارة الصحة، لتقوم بعد ذلك لجنة باستقبال كميات اللقاح تحت إشراف صيدلاني إقليمي بمحطة تخزين اللقاح يسهر على احترام شروط سلسلة التبريد، وكميات اللقاح المتوفرة وأيضا تواريخ صلاحية جرعات اللقاح. وأضافت أنه يتم، صباح كل يوم، تزويد مختلف محطات التلقيح بمحطة تخزين إقليمية يتم من خلالها استرجاع جرعات اللقاح غير المستخدمة في نهاية اليوم، عبر تدبير صارم للمخزون المتوفر. وأشارت، من جانب آخر، إلى أن انخراط الساكنة المستهدفة بحملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد تعرف تصاعدا تدريجيا، وذلك بالموازاة مع مضاعفة جهود السلطات والمجتمع المدني في الحملة الإقليمية للتحسيس والتوعية بأهمية التلقيح. يشار إلى أن عدد المستفيدين من عملية التلقيح، بلغ على الصعيد الوطني، وإلى حدود الخميس 18 فبراير الجاري، مليونين و233 ألفا و123 شخصا. وبعد أن شملت الفئات المستهدفة من عملية التلقيح، في مرحلة أولى، بطريقة تدريجية، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد -19 ومضاعفاته (مهنيو الصحة البالغون من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والقوات المسلحة الملكية وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة والأشخاص المسنون البالغون 75 سنة فما فوق)، أعلنت وزارة الصحة عن توسيع الاستفادة من عملية التلقيح الوطنية ضد مرض "كوفيد-19"، لتشمل الفئات العمرية 65 سنة فما فوق، وذلك بعد أن توصلت المملكة المغربية بدفعة ثالثة من اللقاح المضاد لهذا المرض. كما أن المغرب توصل، وإلى حدود الآن، بسبعة ملايين جرعة من اللقاح المضاد لوباء (كوفيد-19)، بعد توصله بالدفعة الثانية من لقاح "سينوفارم" الصيني، وفق ما أفاد بذلك رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة عبد الكريم مزيان بلفقيه خلال تقديمه، الأسبوع الجاري، للحصيلة نصف الشهرية المرتبطة بالوضعية الوبائية. ويذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد أشرف، يوم 28 يناير الماضي، بالقصر الملكي بفاس، على إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19. وتروم هذه الحملة المجانية لجميع المواطنين، طبقا للتعليمات الملكية السامية، تحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تقليح حوالي 80 في المائة من السكان)، وتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الوباء، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية.