مرت حوالي ثلاثة أسابيع على إعلان نظام العسكر في الجزائر انه سيتقاسم حصته من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد مع الشقيقة تونس، إلا ان هذه الوعود تبخرت ولم يتم الإعلان بعد عن أي جديد بهذا الشأن، خصوصا بعدما توصلت الجزائر بدفعات من اللقاح، ولو أنها قليلة ولا تفي بالغرض، وأطلقت حملة التلقيح ضد الفيروس نهاية الشهر المنصرم. وكان وزير الشؤون الخارجية التونسي، عثمان جرندي، قد أعلن منتصف يناير الماضي، بأن الجزائر ستقوم بتقاسم الحصة التي ستتحصل عليها من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، مع بلاده. وقال جرندي آنذاك، في تصريح عقب لقاء جمعه بالرئيس التونسي قيس سعيد، بأنه تواصل مع نظيره الجزائري حول إمكانية الحصول على بعض اللقاحات من الجزائر، مضيفا أن وزير الخارجية الجزائري صابري بوقادوم "استجاب مباشرة وقال بالحرف: إن الجزائر لم تتحصل بعد على اللقاحات ولكن فور تحصلها عليها ستتقاسمها مع تونس الشقيقة". وتوصلت الجزائر، في أواخر الشهر الماضي، وتحديدا يوم 29 يناير، بالدفعة الأولى من لقاح "سبوتنيك V" الروسي، وتم في أعقاب ذلك إعطاء الانطلاقة لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد. كما أعلن ممثل عن معهد باستور بالجزائر، بداية الأسبوع الجاري، تسلم بلاده دفعة من لقاح "أسترازينيكا". هذه التصريحات، تنضاف إلى "ادعاء" آخر يتجلى في اعلان المدير العام للوكالة الجزائرية للمنتجات الصيدلانية، كمال منصوري، عن استعداد الجزائر للشروع في إنتاج لقاح "سبوتنيك-V" الروسي "خلال الأسابيع القليلة المقبلة"! وفي ظل كل هذه المستجدات، لم يتم إلى حد الآن الإعلان عن أي جديد بخصوص الوعد الذي كشف عنه وزير الخارجية التونسي بشأن تقاسم الجزائر حصتها من اللقاح مع بلاده، في وقت تشهد فيه تونس تصاعدا في عدد إصابات فيروس كورونا المستجد وكذا الوفيات الناتجة عنه. وأكد مدير عام معهد باستور ورئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح في تونس، الهاشمي الوزير، أن "لا جديد في موضوع تقاسم الجزائر للقاحات كورونا مع تونس". وأشار المسؤول التونسي، في تصريح لموقع "أصوات مغاربية"، بأنه لا يعلم "إن كانت هناك تطورات أو جديد في هذا الموضوع على مستوى رئاسة الجمهورية". وبدوره لم يكشف الناطق باسم اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا في الجزائر، البروفيسور بركاني بقاط، عن أي جديد بخصوص موضوع تقاسم اللقاح مع تونس، حيث أوضح بأن اللجنة لا تملك إلى حد الآن أي معلومات عن الخطوات العملية بذلك الخصوص. واكتفى المتحدث بالقول إن "الجزائر ستساعد الجارة تونس"، مشيرا إلى أن الأمر "سيتم في وقته"، و"بمراعاة الاحتياجات الوطنية". ومن جهة أخرى، وعلى غرار العديد من الدول التي يئست من الحصول على لقاح ضد كورونا، لم يبق أمام تونس سوى انتظار تسلم الشحنة الأولى من اللقاحات، وذالك في إطار مبادرة كوفاكس التي يرتقب أن تصل منتصف الشهر الجاري، ل"تبدأ عملية التلقيح فور وصولها" حسب مدير عام معهد باستور ورئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح في تونس، الهاشمي الوزير. للتذكير، فقد تم إنشاء "كوفاكس" لتوزيع لقاحات كوفيد-19 بشكل عادل، بقيادة منظمة الصحة العالمية وتحالف للتأهب للوباء يُعرف اختصاراً باسم "سي إي بي آي"، وتحالف "غافي" للقاحات. ويمكن للبلدان الانضمام إلى البرنامج، إمّا لشراء اللقاحات أو للحصول على اللقاحات المتبرّع بها. ويرى العديد من المتتبعين بان تصريحات المسؤولين الجزائريين، لا تعدو أن تكون مجرد وعود عرقوبية ألف نظام العسكر إطلاقها لإسكات الشعب الغاضب، أو درّ الرماد في أعين الرأي العام الدولي لإقناعه بان الجزائر "قوة إقليمية كبرى لا يشق لها غبار"، كما يدعي الجنرالات، وذلك في محاولات فاشلة لمجاراة ما يقوم به المغرب وما يحققه من انجازات على جميع الأصعدة..