يثير غياب زعيم انفصاليي البوليساريو إبراهيم غالي، عن المشهد السياسي العديد من التساؤلات، وذلك بعد أن قلل من خرجاته منذ تدخل الجيش المغربي في معبر الكركرات، يوم 13 نونبر 2020، وطرد قطاع الطرق الذين كانوا يعيثون فسادا بالمنطقة ويعرقلون الحركة المدينة والتجارية بين المغرب وموريتانيا. والتزم زعيم الانفصاليين الصمت منذ أسابيع، وترك التعليق على الأحداث الجارية لمساعديه، حيث يتولى مهمة التصريح لوسائل الإعلام، ما يسمى بممثل الجبهة في أوروبا، أبي بشرايا البشير(من أصل موريتاني ولا علاقة له بالصحراء المغربية)، وحمادة سلمى الداف، "الناطق الرسمي" باسم الانفصاليين وكذا ما يسمى ب"الوزير المستشار" لدى إبراهيم غالي، بشير مصطفى سيد. ولوحظ وجود تناقضات في التصريحات، بين المسؤولين الذين يفترض أنهم ينتمون إلى نفس التنظيم الإنفصالي. وفي هذا الصدد، قال باهي العربي النّاس، وهو ضابط كبير سابق في صفوف ميليشيا البوليساريو من 1982 إلى 1992، إنه "لن يكون السبب وراء هذا الغياب تدهور في حالته الصحية. في مجتمع صغير مثل الموجود في المخيمات، من الصعب الحفاظ على سرية مثل هذه المعلومات لفترة طويلة". وتابع باهي العربي، في تصريح لموقع يابلادي، بالقول : "لا أعتقد أن إبراهيم غالي لديه ما يقوله للناس في المخيمات. لقد تجاوزته الأحداث المتسارعة في الصحراء. في الأسابيع الأخيرة، تعرض لانتكاسات. فقد ملف حصار الكركرات بعد تدخل الجيش الملكي في 13 نونبر. واتضح أن تهديداته بشن حرب على المغرب بعد استئناف حركة المرور بين المغرب وموريتانيا في غير محلها. وكذلك دعواته إلى حشد وتجنيد الشباب في المدارس العسكرية للتدريب على التعامل مع السلاح ". وأضاف "كما أن غالي كان يروج في حديثه لمحتجزي امخيمات كون دول صغيرة فقط هي التي فتحت قنصليات في الصحراء. لكن الولاياتالمتحدة قررت الانضمام إلى قائمة هذه "البلدان الصغيرة". هناك الكثير من الإخفاقات التي تتطلب منه التزام الصمت في الوقت الحالي". ويعتقد باهي العربي النّاس، أن هذا الصمت يمكن أن يستمر إلى غاية تنصيب جو بايدن في 20 يناير. وبدأ اللوبي الجزائري في واشنطن محاولاته للضغط من إقناع شخصيات من الحزب الديمقراطي بالدفاع عن مواقف الجبهة الانفصالية لدى الإدارة الجديدة. كما أطلقت وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر، حملة إعلامية لمطالبة إدارة بايدن بإلغاء مرسوم ترامب القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء. وقد منحت مجلة فورين بوليسي حيزا من صفحاتها في 15 دجنبر المنصرم، لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون المعروف بانحيازه للبوليساريو، وفي 10 يناير فتحت المجال لثلاثة أكاديميين أمريكيين يروجون لإمكانية تراجع بايدن عن قرار ترامب. ويرى باهي العربي النّاس، أنه "بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض، من المقرر أن يتزايد الضغط إلى غاية خروج جو بايدن أو أنتوني بلينكين (خليفة مايك بومبيو في الخارجية) للحديث علنًا حول هذا الموضوع".