تنظم مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، يومي 5 و6 يناير الجاري بمراكش، ندوة علمية حول موضوع "الأدوار الريادية لإمارة المؤمنين في ترسيخ قيم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على هداه وحضور الهدي النبوي في تاريخ الملوك العلويين علما وتعليما وسلوكا". وتهدف هذه الندوة، التي تنظم بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش آسفي تحت شعار "الوسطية والاعتدال في سيرة النبي العدنان أساس أمن الأوطان وسلامة الإنسان"، إلى إبراز الدور الريادي لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ترسيخ قيم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على هداه. كما تهدف إلى بيان تجليات قيمتي الوسطية والاعتدال في السياسة الرشيدة لأمير المؤمنين ودورها في إحياء السنة الشريفة، وكذا إبراز الدور الريادي لجلالته في ترسيخ قيم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على هداه، ومدى حضور الهدي النبوي في تاريخ الملوك العلويين علما وتعلما وسلوكا. وفي هذا السياق، ستتوقف الندوة عند بعض مظاهر السياسة الحكيمة لجلالة الملك في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال قناة تلفزية وأخرى إذاعية، وإنشاء مؤسسات أكاديمية متخصصة في الحديث النبوي الشريف، وإكرام علماء الحديث بجائزة دولية في الموضوع. كما ستتوقف عند بعض المساحات المضيئة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بالاهتمام بالحديث الشريف ومؤلفاته وعلماء الحديث ومعاهد تدريس الحديث ومدارسته والتبرك به في المقامات الجليلة، وترسيخ قيم الوطنية الصادقة الماتحة من الدين ومن تاريخ المغاربة سلطانا ورعية. وسيسلط المشاركون في هذا اللقاء العلمي الضوء على شمائل النبي الكريم، خاصة منها المرتبطة بالأخلاق الاجتماعية، وإبراز قيم السيرة النبوية الأسرية والاجتماعية، وفائدة قيمتي الوسطية والاعتدال في بناء المجتمعات الإنسانية، وكذا بيان أهمية الوسطية والاعتدال في تقويم الفهوم وصيانة التصرفات التدينية من المروق والتطرف. وجاء في الأرضية العلمية للندوة أن "النبوة تعتبر رافدا أساسيا من روافد الهوية الوطنية المغربية، ومكونا أساسيا للثقافة المغربية، سواء في بعدها الديني أو التاريخي أو السياسي، فهي سر اللحمة الجامعة للسلطان والرعية، وهي أساس ومرجع البناء المجتمعي، وموطن الالتقاء بين العناصر الثقافية المتنوعة في المجتمع المغربي، حب النبي الكريم ظل صفة المغاربة على مر التاريخ، ونصرته رافقت تاريخهم السياسي منذ دخول الإسلام للقطر المغربي". وتجلى ذلك، تضيف الأرضية، "بشكل بارز في هدي الملوك العلويين علميا وعملا وسلوكا، من خلال تمسكهم الوثيق بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، مع الاحتكام إليها في كل الملمات والرضى بحكمها والتسليم لهما (...) فكلها مظاهر تلتقي فيها خصائص الإمامة العظمى للسلطان بأسس الدين الحنيف". وأبرزت أن الالتزام بالشرع وتحكيم السنة كانت الرباط الوثيق بين الملوك العلويين وبين المغارية، فعلى أساسها انبنت مبايعة أهل سجلماسة وأهل درعة ونواحيها للمولى محمد بن الشريف وإجماع أهاليها على نصرته والتشبث به. وأوضحت أن هذا الميثاق شكل مرجعا ومحطة تاريخية غنية بالمواقف والحكم ذات الرصيد الفكري والعلمي، الذي يمكن اعتماده من طرف الخاصة والعامة ويمكن من استحضار مظاهر إحياء السنة النبوية الشريفة ونصرة الشريعة في تاريخ الدولة العلوية الشريفة وملوكها. وخلصت الأرضية إلى التأكيد على أن "إمارة المؤمنين تولت على مر هذا التاريخ العريق الممتد تحقيق النصرة العملية الصامتة والهادفة والنافعة للأمة والوطن والملة على مر عصور طويلة، لا زالت آثارها وحسناتها بادية مستمرة وحاضرة في واقع المغاربة في تعليمهم ومؤسساتهم ومناسباتهم". ويتضمن برنامج هذه الندوة العلمية، التي ستشهد مشاركة مسؤولين عن قطاعي الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة وأكاديميين من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش وأكادير، جلستين علميتين تهمان "النبوة وإمارة المؤمنين شرف الانتماء ومظاهر النصرة" و"الوسطية والاعتدال إرث السلف للخلف".