بينما تستعد دول العالم لبدء حملات التلقيح ضد فيروس كورونا، فوجئت اليوم بإعلان بريطانيا عن اكتشاف سلالة جديدة من هذا الفيروس، يحتمل أن يكون وراء الانتشار السريع للوباء وسط البلاد، وبعد بريطانيا أعلنت الدانمارك وهولندا وأستراليا عن ظهور حالات إصابة بالسلالة الجديدة. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، اليوم الأحد، إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا "خرجت عن السيطرة". وأعلنت حكومة بوريس جونسون مساء أمس السبت، عن إعادة فرض الإغلاق في لندن وجنوب شرق إنجلترا وجزء من شرقها، ما أجبر أكثر من 16 مليون شخص على البقاء في منازلهم والتخلي عن اللقاءات العائلية التقليدية لعيد الميلاد. وحسب خبراء البيولوجيا فإن هذا الفيروس الذي تطور في الحيوانات وانتقل إلى إصابة الناس منذ حوالي عام يحاول أن يطور نفسه. وتشبه السلالة الجديدة طفرات سابقة حدثت في أوروبا. ولا يزال الفيروس يجرب توليفات مختلفة من الطفرات لإصابة البشر بشكل صحيح. وقال الدكتور مايكل رايان، رئيس قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة كانت على دراية بشأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المبلغ عنها في المملكة المتحدة، وكانت تعمل مع السلطات الصحية البريطانية وغيرها من السلطات الصحية لتقييم ما إذا كانت الطفرات المبلغ عنها قد تُغير طريقة تصرف الفيروس. وقالت ماريا فان كيركوف، القائدة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن COVID-19، إن الوكالة “ليس لديها دليل على أن هذه السلالة الجديد من فيروس كورونا تتصرف بشكل مختلف”، وإنها كانت مشابهة لمتغير تم الإبلاغ عنه في البداية في أوروبا. وقالت إن العلماء سيواصلون دراسة المتغير الجديد لمعرفة ما إذا كان هناك أي اختلاف في كيفية تحفيز الاستجابة المناعية لدى الناس. وتم رصد التسلسل الجينومي لهذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا لأول مرة في المملكة المتحدة، في أواخر شتنبر 2020. التساؤل المطروح هو ما مدى سرعة انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا؟ يقول العلماء: ينتشر الفيروس المتغير بشكل أسرع من السلالات الأخرى في نفس المناطق، لكن لم يتضح بعد السبب، أحياناً بالصدفة البحتة تنتشر بعض سلالات فيروس كورونا أكثر من غيرها. فإرجاع زيادة العدوى إلى دور السلالة الجديدة من فيروس كورونا أمر لا يمكن الجزم به حالياً.