الذين ينتقدون إعادة فتح قنوات التواصل مع إسرائيل يعرفون أن كل الأراضي التي استرجعها العرب والفلسطينيين كانت بمفاوضات انطلقت من المغرب 1978 مع مصر و 1993 واتفاق اسلو ومؤتمر الدارالبيضاء 1994 .الذي تلاه فتح مكتب الإتصال في الرباط . لقد عشت المرحلة بكل تفاصيلها .ومرة قال لي شيمون بيريز (أنه يشعر بالسعادة عندما يكون في المغرب وكان يتمنى أن يكون بقية العرب مثل كرم المغاربة). والتقيت بمسؤولين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وقدت مناقشات فكرية بين الطرفين في قبرص تلك المرحلة. . واعتقد أنه لولا اغتيال اسحاق رابين على يد متطرف يميني.. والضغوط التي مورست على ياسر عرفات من دولة الممانعة لرفض مشروع السلام الأمريكي الذي تبناه شخصيا الرئيس الأسبق بيل كلينتون.. لولا ذلك لكانت إسرائيل والدولة الفلسطينية تعيشان في أمن وسلام.. والتاريخ يعرف وان مطار غزة والمقاطعة مقر الرئاسة الفلسطينية ومؤسسات سياسية أخرى بناها المغرب بمساهمة مغربية من الشعب المغربي .. في المقابل يذكر التاريخ أن كل الأراضي التي خسرتها القضية الفلسطينية كانت بسبب دعاة وتحريض الممانعين والمقاومة الفاشلة على امتداد عقود طويلة وهي كانت ولا تزال تخدم أجندات خارجية أكثر منها الشعب والسكان الراغبين في الحرية والكرامة والعدالة.. كفى من المزايدات الفارغة والتعصب لمواقف تجاوزتها الأحداث .. إن مستقبل الشعوب في السلام والتنمية والاستقرار .والمغرب الذي يملك مئات الآلاف من أبنائه اليهود في اسرائيل ودعمه لإخوانه المقدسيين في فلسطين.. قادر على صنع السلام بالاستناد إلى تاريخ طويل من التعايش والتسامح وحرية الديانات السماوية في المغرب .. أن المغرب هو البلد الوحيد في مجموع الدول العربية الذي شكل حلقة وصل بين الشرق والغرب ثقافة وبين الشمال والجنوب دينيا واقتصاديا وهو المؤهل للعب دوره التاريخي لإحياء تعايش الأندلس بين أبناء ابراهيم ...