أبرز المشاركون في ندوة افتراضية نظمت بمبادرة من المركز المغربي للحماية الاجتماعية ببيرمنغهام (وسط إنجلترا)، أمس السبت، الأهمية التي يكتسيها قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة والشاملة على صحرائه. وخلال هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع: "أسس مغربية الصحراء"، أكد الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الدبلوماسية، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الشيخ ماء العينين، أن اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على صحرائه يشكل "نصرا تاريخيا" ينبغي أن ينظر إليه من عدة زوايا. أولا - يضيف الخبير- باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يمكن للولايات المتحدة استعمال حق الفيتو في حال التلويح بقرارات معادية لمصالح المملكة، مسجلا أن عدة أعضاء بمجلس الأمن "سيتبعون بالتأكيد القرار الأمريكي بعد دراسة معمقة لمخطط الحكم الذاتي" المقترح من طرف المغرب. وأوضح أيضا أن افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة سيتيح لساكنة الأقاليم الجنوبية وإفريقيا بكاملها الاستفادة من "جرعة هواء نقي"، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستمكن من تعزيز التعاون الأفرو-أمريكي، لاسيما في ما يتعلق بالمبادلات التجارية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. من جانبها، اعتبرت الخبيرة في العلاقات الدولية، ياسمين الحسناوي، أن القرار الأمريكي "ليس مفاجئا" على اعتبار أن "موقف الأمريكيين لطالما كان متوازنا ويسير في اتجاه حل الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب"، لافتا إلى أنه نصر دبلوماسي يندرج في سياق استمرارية مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن القرار الأمريكي سيسمح بتعزيز الروابط القائمة بين المغرب والولاياتالمتحدة و"إحياء" اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بينهما، ما سيمنح زخما قويا للتنمية الاقتصادية للمنطقة برمتها، بدءا بالأقاليم الجنوبية وصولا إلى بلدان إفريقية أخرى، مرورا عبر جزر الكناري. من جهته، قال الصحفي والكاتب المغربي، علي باحيجوب، إن القرار الأمريكي يشكل منعطفا تاريخيا في مسلسل تسوية هذا النزاع المفتعل، مضيفا أن الأمر يتعلق بمرسوم رئاسي ينقش مغربية الصحراء على الحجر، وسيغير الوضع بشكل كامل فيما يتعلق بتصور بعض الدول لهذا النزاع الإقليمي الذي اصطنعته الجزائر من الألف إلى الياء. ولم يستبعد في هذا الصدد احتمال أن تحذو دول أخرى حذو الولاياتالمتحدةالأمريكية.