وثقت فيديوهات مبثوثة على شبكات التواصل الاجتماعي الاعتداء الشنيع الذي مارسه تابعون لمليشيات البوليساريو على مواطنين مغاربة بقلب باريس، وكما يقال فإن اللص دائما يترك الأثر، فأكثر الصور والفيديوهات بثها الصحفي المرتزق راضي الليلي، حيث تعمد نقل الاعتداء مباشرة على اللايف كي يبين لأسياده أنه يشتغل لكنه أدان المرتزقة مثله. واستعمل المرتزقة أسلوب العصابات، حيث اعتدوا على وقفة تضامنية بقلب باريس وبالضبط في ساحة الجمهورية مستعملين العصي والهراوات، ولولا ضبط النفس الذي تميز به المغاربة لتحولت القضية إلى مواجهة في فرنسا. وكان مجموعة من المغاربة نظموا، مساء أمس السبت، وقفة تضامنية تأييدا للتدخل السلمي في معبر الكركرات، وتطهيره من دنس العصابات الإجرامية، التي لم تستوعب بعد الصدمة وحولتها إلى استفزازات في كل مكان يوجد فيه المغاربة، غير أن التحضر الذي يميز المغاربة فوت عليهم فرصة الصدام التي يبحثون عنها. وكان أفراد من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، تظاهروا أمس السبت، في ساحة الجمهورية بباريس، دعما لمغربية الصحراء ولمبادرة المملكة المتعلقة باستعادة حرية الحركة في الكركرات. وأشاد مغاربة فرنسا، الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤسس مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، مبتكر المسيرة الخضراء، بقرار المملكة الصائب والشجاع الذي مكن من تحرير حركة الأشخاص والبضائع واستعادة النظام والأمن بهذه المنطقة الإستراتيجية. وتعبأت الجالية المغربية، التي رددت النشيد الوطني والأغاني الوطنية، للتعبير عن تضامنها مع الوطن الأم، على إثر التدخل المغربي السلمي في الكركرات، والتأكيد لدى الرأي العام الفرنسي على رسالة السلام والحكمة التي تدعو إليها المملكة، من أجل تسوية النزاع المفتعل حول أقاليمها الصحراوية. ونددوا في ذات الآن بالمناورات المتكررة لانفصاليي "البوليساريو" وأذنابهم بهدف المس باستقرار وأمن المملكة. وفي تصريحات صحفية، أكد ممثلو عدة جمعيات مغربية في فرنسا تعبئتهم لدحر جميع خطط انفصاليي "البوليساريو"، الهادفة إلى تقويض الجهود المبذولة من طرف المغرب، سعيا إلى التوصل لحل سياسي للنزاع حول الصحراء المغربية وتنمية هذه الأقاليم. وبهذه المناسبة، أكد مويسى ميسى، رئيس الفرع الفرنسي للتنسيقية الدولية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، أن مغاربة فرنسا التقوا بساحة الجمهورية التاريخية للتعبير عن دعمهم لمبادرة جلالة الملك، وتبديد مزاعم الانفصاليين، وفضح دعايتهم القائمة على التقمص المدلس لدور الضحية إزاء الشعب الفرنسي. من جهتها، أكدت نعيمة الدمناتي، رئيسة جمعية "كور ميديتيرانيان"، وهي جمعية ثقافية ووطنية تعمل على تعزيز الثقافة المغربية في فرنسا، أن الجالية المغربية تدعم مبادرات المملكة بشكل كامل، مشيرة إلى أن حب الصحراء يسري في عروق كل مغربي وأن الصحراء كانت دوما مغربية وستبقى كذلك إلى الأبد. من جانبه، قال محمد ركوب، رئيس جمعية الصداقة الفرنسية-المغربية واتحاد الجمعيات المغربية بإيسون، إن الصحراء المغربية تظل القضية الأولى للمغاربة في جميع أرجاء المعمور، مذكرا بارتباط مغاربة فرنسا بمغربية الصحراء وتعبئتهم الدائمة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وشدد على أن مناورات الانفصاليين، الذين تحولوا إلى عصابة إجرامية ومنظمة إرهابية، محكوم عليها بالفشل بفضل اليقظة الدائمة للمغاربة، وعلى رأسهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس.